من أجمل الأمور التي حصلت معي في حياتي أن الله أعطاني موهبة كرة القدم، وهي بالنسبة اليّ أهم من أي كنز يمكن أن أرثه من أحد. بدأت مشواري في عالم كرة القدم عندما كنت في السابعة من عمري، يوم كنت أعيش في ألمانيا مع أهلي. هناك تاسست جيداً وتعلمت أصول كرة القدم. بدأ الناس يكتشفون موهبتي. وبعد اعوام قليلة، قرر والدي العودة الى الوطن وإنهاء مشوار الاغتراب. عندها شعرت بالضياع، بدأت أحسب الصعوبات التي سأواجهها ويواجهها كل لاعب في بلدي لبنان، إذ إن اللاعب اللبناني موهوب بدرجة عالية ولكن الامكانات لتطويره محدودة. ففي لبنان لعبة كرة القدم لا تمت الى الاحتراف بصلة، فاللاعب تجده يمضي مع ناديه مدى الحياة مجرداً من حقوقه في الانتقال الى أي نادٍ آخر فيكون تحت إمرة النادي لمدى العمر. فإنا كانت تجربتي في لبنان، أستيقظ كل يوم عند الساعة السادسة صباحاً لأذهب الى وظيفتي، وبعد انهاء الدوام أذهب الى تمريني أو المباريات بالاضافة الى مشكلة الاحتراف والماديات هناك مشكلة أخرى أساسية هي أن الملاعب في لبنان أصبحت اصطناعية، وهي جريمة كبيرة بحق كرة القدم واللاعب. برغم كل هذه العوامل التي يمكن أن تؤدي الى احباط اللاعب وعدم تطوّره، كما هناك شيء في داخلي يزيدني إصراراً وتحدياً لعدم خسارة موهبتي وثقتي بنفسي.
لم أستسلم بل جاهدت كثيراً لتحقيق حلمي الذي كان يراودني دائماً بالاحتراف للعب خارج بلدي. وكانت النتيجة بعد سنوات عدة للعب في لبنان، قدّم لي عرض احتراف في نادي الامارات حيث خضت تجربة احترافية لمدة ست سنوات متتالية انتقلت من خلالها لعدة فرق هناك والحمدلله كانت مكللة بالنجاح شعرت من خلال تجربتي بمقدار موهبتي وقيمتها من خلال جميع الامكانيات والتسهيلات التي تقدّم للاعب المحترف ليتطوّر ويعطي كل ما لديه فقط للعبة كرة القدم في الوقت نفسه حزنت على اللاعب اللبناني. ففي الامارات اللاعب لديه كل شيء من حوله يجبره على التطور لو لم تكن لديه الموهبة الموجودة عند اللاعب اللبناني. الآن أنا كلاعب حققت التجربتين في بلدي وفي الخارج وعدت الى بلدي للعب، ويا للأسف، لم أجد أي تطوّر أو دعم للعبة كرة القدم.
أخيراً وليس آخراً أتمنى على الاتحاد اللبناني والدولة اللبنانية أن يتعاونوا ويسعوا كل السعي لتأمين جميع الامكانات لتطوير هذه اللعبة من عقود احتراف الى ملاعب كرة قدم حقيقية تؤدي الى تطوير موهبة اللاعب اللبناني للوصول بلعبة كرة القدم الى برّ الأمان.