أسئلة كثيرة تجول في وجدان كل شخص منا، تشغله، تحيره، تجعله يبحث ويختبر، يروح ويأتي قاطعاً البلاد عبر الازمان في سبيل أن يعرف الإجابة لتلك الهواجس والشجون التي ترهق خاطره. إلا أن سؤالاً واحداً كلما طرحته على نفسي أشرقت إجابته شمساً راسخة عالية دافئة لا يسعك مع ساطع نورها الا ان تذوب فيها.
لماذا لبنان؟؟
سأقول لكم لماذا.
لأنه حكاية الأمل والفرح الذي ينتفض كالفينيق من كل رماد يلفه.
لأنه حكاية الجنون والتناقض الخلاق الذي يرسم الإبداع مع كل طيف لون جديد كان أو عابر يضمه، لأنه ببساطة عالم رائع انطوى في حدود وطن.
هنا قررت أن أكون محلقاً مع هذا الطائر الناري، أن اكون ريشة هذا الفنان المتمرد فاسكب إلهامي وأفكاري لتستحيل نهارات يجتمع فيها الناس للفرح والعطاء، ومساءات للعشق والسهر والسمر.
تلك لغتي التي أتقنها وروداً تحاكي خيالاتي، أروض فيها عناصر الطبيعة لتنطق لوحات فن وإبداع تعانق السماء تارة وتملأ المساحات طوراً آخر.
في مشغلي ومع مقصي وبين أزهاري أيقنت أن واجبي الوطني أصبح جزءاً لا يتجزأ من عطائي، فتلك الذكريات والأوقات التي أزينها بفني لكل من ائتمنني على أحلامه باتت نبضاً يخفق في صدر الوطن أي حياة تترتل في زهرة.
فالوطن ليس مجرد فكرة بل هو كائن من لحم ودم نعيشه، نتنفسه، نحبه ونعشقه، نغضب منه ولكن لا نكرهه أبداً لانه نحن وبه يكون كمالنا.