نادراً ما تتمكّن الأيام ("أو حتى فاتورة الموتور – أو الموتير إذا بتفضّلوا!") من أن تُنسينا قصص الصيف بجمالها سريع الزوال وإيقاعها الذي يتجسّد "بهزّة خَصر" وشال أصفر وتنهيدة البدايات الهاربة (كنَسمة صيف بشي شارع مكتظ في النَبعة؟ Whatever!) والأشبه بعاشق يضطلع بدور الزائر الموقت باستمرار (وللشاعريّة أحياناً عالم "هراء" خاص بها فهيا بنا ندخله – مين إلو معنا؟). ولهذا الصيف في "النهار" وقفة أسبوعيّة مجنونة، زاهية أو مُلوّنة ("متل ما آخد لسانكن، ما إلنا معكن!) أو "إذا بدّكن" مَرسومة بكل ما لم نتجرأ من أن تختبره بعد من فصول في كتاب حياتنا "المزوزق" والمُسيّج بالـ"نكد" والـ"هم والغمّ". أو حتى "مطليّة" ("مش راح نختلف ع التعبير!") بألوان قوس القُزح ومُرتدية ألوان السعادة التي بتنا نبحث عنها في كل الأمكنة – لاسيما في المصعد عندما نختلي بأنفسنا "كم ساعة نحنا وعلقانين" في إنتظار أن يسمع أحد صُراخنا (أو عويلنا الذي نتخلّى من خلاله عن تحفظّنا الخارجي ويتجسّد بجمل مَصقولة تأتي على شكل: يا تانت عيّط للناطور وقلّلو راح أفطص بالأسانسور - او أسانسير متل ما آخد لسانكن) و"يشيلنا" عندما تنقطع الكهرباء "على غفلة"، أو لم لا، في انتظار أن "تقضي علينا الـclaustrophobia ونعني بذلك أن نموت اختناقاً. وإذا كانت هذه المُقدّمة سُرّياليّة (يعني مش مفهوم منها شي من شي)، تعيش على كوكب "ساتورن" وأحياناً تزور برج القوس "تما يعتب عليها"، فهي في الواقع الانعكاس الرائع لهذه الإطلالة الأسبوعيّة التي سنطرح من خلالها بعض أسئلة "بلا معنى"، لا علاقة لها بالواقع أو بالأسئلة الصحفيّة المعتمدة في المقابلات الكلاسيكيّة. ونستهلّها بكاتبة قصص الأطفال رانيا زغير التي تمضي عطلتها الصيفيّة في ضهر الصوّان حيث زرناها أنا وشقيقي فادي وعشنا معها 3 ساعات "من العُمر". وخرجنا من منزلها المُعلّق بين زُحل وكوكب الزهرة، مزوّدين بالأمل وإشراقة البدايات (التي تدوم أقل من العطاس – أو العطسة متل ما آخد لسانكن). وإذا وجدتم هذه المقدّمة "حرام مهسترة"...إنتظروا حتى تقرأوا أجوبة كاتبتنا "حبيبتي" التي "صرلها فترة" ما "غطّت على كوكب الأرض".
هيا بنا نزور ضهر الصوّان حيث رانيا وعشيرتها "يتأرجحون" بين الغيوم.
هل تؤمنين بالحج الأدبي؟
لطالما مشيت دروباً باحثة عن مفاتيح الإلهام. كنت مستعدة للذهاب إلى نيوزيلاندا مشياً على الأقدام لكتابة قصّة إلى أن جاءني اتصال من الحوت الذي ابتلع سيدنا يونس. الحوت: الو رانيا، بشرفك خففي لنا كزدرة على الطرقات وفي السيارات والطائرات والبواخر...لن تجدي ما تبحثي عنه هناك. حبيبتي أنا بلعت يونس وقعد في جوفي كم يوم وبعدها بصقته على الشاطئ...ومن ذلك الوقت أنا أشهر حوت بالعالم. من جوفي خرجت أهم قصة. رانيا، كل القصص التي تبحثين عنها في جوفك في أعماقك...قرفتينا.
حكمة الحيتان يا هنادي شقلبت صيفي هذا! سلمت نفسي للجبل. سأقضي صيفي في بيت صغير قدامه جنينة فيها شجر اجاص وتين وخرما وعريشة عنب. سأقضي صيفي مع سلحفاة سميتها فيراري وكلبتي فاوند. لتبتلعني ضهر الصوان كما إبتلع الحوت يونس. لنرى إن كنت سأخرج سالمة غانمة بنوت بوك مليء بقصص كثيرة.
هل تُرهقك الكتابة؟
أنجبت طفلين. كان خياري في كل مرة الولادة الطبيعيّة رافضة إبرة الإبيدورال...ويبدو ذلك مؤلماً أليس كذلك؟
هنادي، أؤكد لك أن الكتابة مخاضها أكثر ألماً وإرهاقاً من الولادة الطبيعيّة.
هل تستنفدك كل هذه السعادة وهذه الحياة المتربصة في كل خلية من جسدك؟
أريد المزيد أريد المزيد
هل يسيطر عليك الغرور أحياناً... وبخصوص الـEgo؟
كان لدي واحد كبير ومزعج. تخلصت منه من 6 سنوات لما أصبحت أنا. أشعر برشاقة نفسيّة أكبر وكأني خسرت 10 كيلو.
هل تشعرين بالعواطف بقوّة؟
نعم وأحب هذا كثيراً. أحب أن أعيش وكأن كل يوم عيد وعلي أن ألبس أحلى ثياب وأزيّن البيت.
ما الذي يجعلك قادرة على اختراق مخيلة الأولاد؟
قدرتي على اللعب.
عدم قبض نفسي جدياً.
تبسيط الأمور.
الاستمتاع بالأشياء الصغيرة.
أن أكون سريعة الدهشة.
هل يمكن ان يُضايقك الأولاد؟ يعني بالعربي المشبرح هل يُمكن أن تُصابي بالجنون "من وراهن"؟
بالتأكيد...يفقدونني صوابي فأتحوّل إلى أورسولا (الساحرة الشريرة في فيلم The Little Mermaid).
من أنت عندما تكونين بمفردك وتظنين أن لا أحد يراقبك؟
أحياناً ماريا كالاس وأحياناً أخرى طروب.
علمنا أنك أحياناً تواعدين نفسك! هل من طقوس مُحدّدة عندما تخرجين من نفسك؟
بالمناسبة، أستمتع جداً بقضاء الوقت مع نفسي.
أضع دايماً كتاباً في حقيبتي...هذا يترك إنطباعاً جيداً على الآخر...صدقيني.
كيف تصفين يوماً عادياً في ضهر الصوان؟
أستيقظ باكراً جداً.
أطعم القطط وكلبتي فاوند.
أستلقي على الأرجوحة.
أخربش.
أفكر وأخطط لنهاري.
لا أنفذ أياً مما خططت له.
آكل.
أنام.
هل تخافين من شياطينك؟
أصبحنا أصدقاء من زمان...لا خوف من الأصدقاء.
ماذا تقولين لنفسك عندما كنت صغيرة كإمرأة وكاتبة؟
كإمرأة: كان عليّ أن أتشاجر أقل مع ماما وبابا وأحبهما أكثر.
ككاتبة: أن أعتز بفرديتي وأؤمن بفراستي.
ما هو يومك المثالي؟
هو الذي لا يرن فيه هاتفي.
الكابوس الأكثر رعباً بالنسبة إليك؟
أن أتحوّل إلى إجاصة وينتهي بي الأمر على فطيرة إجاص مقرفة في براد باتيسيري.
هل من كتاب تحبين في الواقع أن تكرهيه؟
كتب الأبراج والطبخ.
كم كتاباً تقرئين في الشهر؟
كتاب واحد والقليل من المقالات.
من هو الكاتب الغريب الأطوار المفضل عندك؟
شيل سيلفرشتاين.
ما هي البحوث التي تقومين بها قبل الكتابة؟
لا يوجد.
من أنت بكلماتك الخاصة؟
لا أعرف...في معظم الأوقات.