النهار

طيور "المينا" في لبنان
A+   A-

طيور "المينا الشائعة" في لبنان

 قبل شهرين فقط كان زوجان من طيور المينا الشائعة Common Myna قد عاشا في تجويف شجرة نخيل على جانب المدخل الجنوبي البحري لمدينة البترون. اما اليوم فقد بات عدد هذه الطيور اكثر من 8 يعيشون كعائلة واحدة يتتقلون في محيط غير واسع على شاطىء البحر يقتاتون على فتات الخبز وما يتركه رواد البحر في المنتجعات السياحية الشاطئية من فاكهة او طعام وفي هذه الايام على ثمار أشجار النخيل. 

وتعتبر طيور المينا الشائعة في بعض مواطن عيشها الاصلية كالهند مثلاً رمزاً للحب ذلك أن الشريكين يعيشان طوال العمر معاً.

إلا أن هذه الطيور الذكية والمتكلمة هي طيور مزاحمة ومشاكسة وتشكل خطراً على الطيور المواطنة، وهي تعتبر من الطيور الغازية في لبنان، ذلك انه لم يسجل أن عاشت هذه الطيور طويلاً في هذا البلد من قبل.

وفي الوقت التي تعتبر في الهند من الطيور المحببة للمزارعين بكونها تقتات على الحشرات المؤذية للزراعة الى انه بات غير مرغوب فيها في اوستراليا وفي ابو ظبي لما سببته بفعل تكاثرها واثارها السلبية وتخريبها للانتاج الزراعي.

وفي فلسطين تعتبر طيور المينا الشائعة او الهندية، دخيلة وغير محببة على الاطلاق ذلك انها متهمة بتخريب المحاصيل الزراعية ومواسم الفاكهة والحبوب، وبكونها ايضاً قادرة على ازاحة الطيور المحلية وهو الخطر الابرز.

اما في لبنان وحتى الان فحضور هذه الطيور لا يزال خجولاً ولم يختبر بعد سلوكها، ومن الملاحظ انها تتخالط مع طيور اليمام وعصافير الدوري، وغيرها من الطيور المستوطنة. والغريب انها تعيش على الشاطىء، وغالباً ما تأكل الديدان والحشرات كالـ "قبوط" القريب شكلاً الى الجراد...

هل ستستمر هذه الطيور في العيش بسعادة ويصبح لبنان موطناً اضافياً لها، ام انها ستساهم في تهجير طيور مقيمة؟؟ سؤال برسم المعنيين من باحثين ومتابعين في هذا المجال لوضع هذا الطائر تحت المراقبة وابداء الرأي...

لكن، وفي مطلق الاحوال، المينا الشائعة ستبقى بذهن كثيرين في موطنها الاصلي، طيوراً جالبة للحظ ورمزا للحب الابدي، اليفة، قادرة على التأقلم، ذكية قادرة على التعلم، تقلد اصوات غيرها من الطيور، وتقلد اصوات الانسان ايضا.

حضور طيور المينا الشائعة في لبنان يستحق أن يدرس ويتابع لتبيان محاسن حضورها والمخاطر التي قد تتسبب بها في بيئة ليست بيئتها.










اقرأ في النهار Premium