النهار

هل نستسلم بهذه السهولة؟
هل نستسلم بهذه السهولة؟
A+   A-

لبنان بلد جميل ورائع. فهو يتمتّع بآثار كثيرة، وبثروة حرجيّة خضراء تغنّى القدماء بأمجادها وعظمتها وبنوعيّة أشجارها. في لبنان، نجد الكثير من الأشجار الفريدة، أشهرها الأرزة المعروفة بقوّة خشبها، ممّا يجعلها ثروة تجاريّة عظيمة للّبنانيّين. ولكن هذه الثروة الحرجيّة تدهورت على مرّ العصور. واليوم، وصلنا إلى مرحلة أصبحت فيها الأشجار قليلة، في وقت تملأ البيوت والبنايات الارجاء.

في الوقت الحالي، أصبح لبنان أشبه بصحراء. وبات اللبناني أنانيًّا، لا يفكّر إلّا في التجارة. الكسّارات دمّرت هذا البلد القديم والمذهل، واجتاحت احراجه وجباله. كذلك، قضت المعامل والمصانع، وبخاصّة معامل الإسمنت والتّرابة، على الجبال والخضار، وحوّلت أرضنا صحراء جرداء، قاحلة.

وأكبر دليل على ذلك ما حصل ويحصل في كورتنا الخضراء نتيجة معامل الإسمنت في شكّا. الأمر الذي لا يعلمه اشخاص كثر هو أنّ كل شجرة توفّر حاجة ثلاثة أشخاص من الأكسيجين. ما يعانيه لبنان سببه اهمال السّلطات، وعدم سعيها الى الحفاظ على جمال طبيعة بلدنا، وتفضيلها الباطون والزفت. ولكن حذار. فما بيّنه العلم هو أنّ الحرارة المرتفعة، والصّواعق أيضًا، تؤثّر على تدهور البيئة الخضراء.

لا شكّ في أنّ الإنسان هو أكبر مسبّب لتدهور الثروة الحرجية في لبنان. واحد أوجه الاعتداءات التي نشهدها، قطع الاشجار عشوائيًّا وعدم زرع اخرى لتحلّ مكانها. هذه هي المشكلة. حينما يقطع الإنسان الأشجار ويحوّل المساحات الخضراء أبنية من باطون، ولا يزرع الأشجار في مكانٍ آخر، تتعرض الثروة الحرجية للقضم. وهذا ما يحصل حاليا.

وإذا بقينا على هذه الحالة، فسيصبح لبنان صحراء بلا خضار، ولن يتمكّن أحد من العيش فيه، لأنّ الأشجار تعطينا الهواء النّقي لنتنفّس. ولكن هل نستسلم بهذه السهولة؟ معظم الناس يريدون حلًّا، ولكن ما هو؟ الحلّ هو أن نزرع الأشجار محل الاشجار التي قُطعت، وأن نحافظ على الأشجار المعمّرة ونمنع قطعها. أمّا الغابات، فيجب ألا ندمّرها، لأنّها قطعة من لبنان وترمز لبلادنا.

أحبّ بلدي كثيرًا، ويجب أن نساعده ليتحسّن. لذلك أدعو جميع اللّبنانيّين إلى المساهمة في بناء لبنان الجديد، الخالي من التلوّث والأنانيّة، والمليء بالأشجار الخضراء والبيئة الخلّابة، علّنا نستطيع أن نُعيد اليه أمجاده!

لنا الديري

مدرسة الشويفات الدوليّة، الكورة

اقرأ في النهار Premium