النهار

كيم غادر فلاديفوستوك في قطاره الأخضر: القمّة مع بوتين "وديّة"، والمدينة "أعجبته جداً"
المصدر: "أ ف ب"
كيم غادر فلاديفوستوك في قطاره الأخضر: القمّة مع بوتين "وديّة"، والمدينة "أعجبته جداً"
A+   A-

غادر الزعيم الكوري الشمالي #كيم_جونغ_أون #فلاديفوستوك اليوم، غداة قمته الأولى مع الرئيس الروسي #فلاديمير_بوتين الذي اشتكى له كيم من "النيات السيئة" للأميركيين في تعاطيهم مع الأزمة النووية الكورية.

ووصفت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية اللقاء بين الرجلين بأنه كان "ودياً". ورغم أن اللقاء لم يُترجم بإعلانات ملموسة، إلا أنه سمح لبيونغ يانغ بإعادة إحياء التواصل على أعلى مستوى مع حليفتها في الحرب الباردة، وأتاح لموسكو العودة إلى واجهة المساعي لحل الأزمة الكورية.

وتحرك القطار المصفّح الأخضر الذي يقلّ الوفد الكوري الشمالي اليوم قرابة الساعة 05,30 ت غ من محطة القطارات في هذا المرفأ المطلّ على المحيط الهادئ، متوجها إلى بيونغ يانغ في رحلة تستغرق نحو عشر ساعات.

وأكد الحاكم الإقليمي أوليغ كوجيمياكو للصحافيين، بعد انطلاق القطار، أن كيم "وعد بالعودة. المدينة أعجبته جداً".

وأمضى كيم خمس ساعات مع الرئيس الروسي، تخللها لقاء ثنائي، ثمّ اجتماع عمل بين الوفدين، ومأدبة عشاء تبادل خلال الزعيمان النخب والهدايا.

ووصف كيم لقاءه ببوتين بأنه كان "منفتحا وودّيا"، وفقا للوكالة الكورية، معرباً عن أمله في أن يكون هناك "عصر ذهبي جديد" في العلاقات بين بيونغ يانغ وموسكو.

وأشارت الوكالة إلى أن بوتين "قبِل على الفور" دعوة كيم الى زيارة كوريا الشمالية.

وجاء ذلك بعد الفشل الذريع لقمة هانوي بين كيم والرئيس الأميركي دونالد ترامب في شباط، والتي وجّهت ضربة الى الانفراج الذي تشهده شبه الجزيرة الكورية الشمالية منذ العام الماضي.

وأكد كيم لنظيره الروسي، وفقا للوكالة الكورية، أنّ الولايات المتحدة تصرّفت "بنيات سيئة"، محذّراً من أنّ "الوضع في شبه الجزيرة الكورية وفي المنطقة هو حالياً في مأزق، وبلغ نقطة حرجة".

وفي هانوي التي شهدت القمة الثانية بين ترامب وكيم، سعت كوريا الشمالية إلى الحصول على رفع فوري للعقوبات الدولية المفروضة عليها، لإرغامها على التخلي عن أسلحتها الذرية. لكن المحادثات اختتمت قبل أوانها، بسبب الخلافات العميقة مع واشنطن، خصوصاً بشأن التنازلات التي كانت بيونغ يانغ مستعدة للقيام بها.

والأسبوع الماضي، صعّدت بيونغ يانغ لهجتها عندما شنّت هجوماً اتّسم بعنف نادر ضد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، مطالبة بعدم مشاركته في محادثات نزع الأسلحة النووية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في حديث لإذاعة "اصداء موسكو"، إن قمة فلاديفوستوك، وهي الأولى بهذا المستوى بين البلدين منذ تلك التي عقدت في 2011 بين الرئيس السابق ديمتري مدفيديف وكيم جونغ إيل، "تصحّح الأخطاء التي ارتكبتها الخارجية الأميركية في سلسلة كاملة من المواضيع". واتهمت واشنطن بأنها "دفعت بالمدينة إلى حافة حرب أعصاب".

وتدعو موسكو إلى حوار مع بيونغ يانغ على أساس خريطة طريق وضعتها الصين وروسيا. وكانت موسكو طالبت برفع العقوبات الدولية، في حين اتهمتها واشنطن بمساعدة بيونغ يانغ في الالتفاف عليها.

وفي نهاية اللقاء، أكد بوتين أنه، مثل الولايات المتحدة، يؤيد "نزعا كاملا للأسلحة النووية". ورأى أن تسوية في هذا المجال "ممكنة" شرط منح بيونغ يانغ "ضمانات أمنية وعلى مستوى السيادة"، وتغليب "القانون الدولي" على "قانون الأقوى".

وتشكل هذه القمة، بالنسبة إلى الزعيم الكوري الشمالي، أول لقاء مع رئيس دولة أجنبي منذ عودته من هانوي، والنموذج الأخير للاستراتيجية الديبلوماسية لنظام يسعى إلى تحسين سمعته.

وبعدما حصل كيم جونغ أون على الدعم المطلوب من بوتين، لم يبق في فلاديفوستوك لوقت طويل. فقد تحدثت وسائل الإعلام الروسية عن احتمال زيارته حوضا مائيا محلّيا، وحضوره عرض باليه. إلا أنه اكتفى اليوم، وقبل أن يستقلّ قطاره، بالمشاركة في وضع أكاليل، ثمّ في استقبال في مطعم زاره والده عام 2002، وذلك مع تأخير انطلاق رحلته ساعتين.

ورغم دعواتها المتكررة، بقيت روسيا حتى الآن بعيدة عن الانفراج الذي حصل أخيرا: فقد التقى كيم منذ آذار 2018 الرئيس الصيني شي جينبينغ أربع مرات، والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن ثلاث مرات، وترامب مرتين.

لكن الزعيم الكوري الشمالي يبحث، إضافة إلى الدعم في مواجهته مع واشنطن، عن بعض من إعادة التوازن، بين علاقاته ببيجينغ داعمته الأقرب، وموسكو حليفته السابقة في الحرب الباردة.

وكان الاتحاد السوفياتي أوصل جده مؤسس جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية كيم إيل سونغ إلى سدة الحكم بعيد الحرب العالمية الثانية.

اقرأ في النهار Premium