ارتبط شهر رمضان عند الملايين من العرب، بشكل عام، والمصريين خصوصاً، باقتناء فانوس رمضان، الذي يعد أحد أبرز مظاهر الزينة والاحتفال بقدوم الشهر الكريم، ليصبح أحد المظاهر الشعبية وواحداً من الفنون الفلكلورية في مصر.
وارتبطت بداية ظهور الفانوس بشهر رمضان في مصر، رغم الاختلاف في الروايات على طريقة ظهوره، حيث تعد أبرز روايات ظهور فانوس رمضان، أن المصريين اعتادوا مرافقة الخليفة خلال جولته في المدينة إلى جبل المقطم؛ ليستطلع رؤية هلال رمضان، وخلال مروره بشوارع القاهرة يقف الأطفال حاملين الفوانيس لينيروا له الطريق، ويستقبلوا رمضان بالاحتفالات.
فيما كانت الرواية الثانية، أنه في عهد الفاطميين كان المصريون بانتظار الخليفة المعز بالله الفاطمي ليمر بالقاهرة، فأمرهم القائد العسكري للقاهرة آنذاك أن يقفوا في الطرقات التي سيمرّ بها الخليفة ليضيئوا طريقه، ومن أجل ضمان عدم انطفاء الشمع صنعت علب خشبية فيها شمعة، ومغطاة بورق النخيل والجلود الخفيفة، ليظهر الفانوس في شكله الأول البدائي الذي تطور بعد ذلك.
فيما ربط البعض وجود الفوانيس، بأن الحاكم بأمر الله في مصر أصدر أوامر بتعليق فوانيس بجانب جميع المتاجر والمحال وفي الطرقات، وفرضت عقوبة على من يخالف الأمر، وعلى الرغم من أن السبب ليس واضحاً، من أجل إنارة الطرق والشوارع.
كما روى البعض أنه في القرن العاشر ميلادياً، كانت النساء تمنعن من الخروج من منازلهن طوال العام في عصر الحاكم بأمر الله في مصر، لكن شهر رمضان كان استثناءً، إذ سمح لهنّ بالخروج لأداء صلاة الجماعة، بشرط أن يرافق كل امرأة طفل يحمل فانوساً، وذلك ليعرف المارّة أن امرأة تمرّ من الطريق، فيتنحوا عن طريقها.
وتحول فانوس رمضان من شكله البدائي ليصبح صناعة قوية في مصر وحرفة للكثيرين الذي يعملون طوال العام في تصنيع الفوانيس بأشكال وألوان مختلفة من الخشب والصاج والبلاستيك والقماش والكريستال، حيث تطورت صناعته على مر العصور وكان في البداية له شكل المصباح وكانت تتم إنارته بالشموع ثم أصبح يضاء باللمبات الصغيرة ثم بدأ يتطور حتى أخذ الشكل التقليدي المعروف لنا جميعا وبعد ذلك أصبح الفانوس يأخذ أشكالاً تحاكي مجريات الأحداث والشخصيات المختلفة المشهورة في الوقت الحاضر.