من حقوق أي طفل التّمتّع بحياته كأي طفل في سنّه. إنما الأطفال في هذه الأيّام يتعرّضون للكثير من التّنمّر.
وهو شكل من أشكال الإساءة والإيذاء، موجّه من قبل فرد أو مجموعة أفراد، وهو من الأفعال المتكرّرة على مرّ العصور والتي تنطوي على خلل في ميزان القوى بالنسبة للطفل ذي القوّة الأكبر أو بالنسبة لمجموعة تهاجم مجموعة أخرى أقلّ منها في القوّة. فهل من أحد مهتمّ بهذه الإساءة؟
كثير من الأطفال يتعرّضون للتّنمّر من قبل أصدقائهم ومحيطهم. وهو على أنواع، منه التّنمّر اللّفظي الذي يقوم على المضايقة اللّفظيّة واستخدام ألقاب مهينة ومسيئة، مثال ذلك عندما يقولون له: "أنت فاشل أو سمين أو لست جميلاً". أو التّنمّر الاجتماعي وهو يعمل على تخريب علاقة الطّفل الاجتماعيّة وسمعته واستبعاده من المشاركات الاجتماعيّة عمداً ونشر الإشاعات. أو التّنمّرالجسدي وهو ضرب الآخرين وتلف أغراضهم الخاصّة. أسبابه عديدة منها الاضطرابات النّفسيّة أو التعرّض للعنف الأسريّ أو الإهمال العاطفي من قبل الوالدين، أو الإساءة في استخدام التّكنولوجيا الرّقميّة الأمر الذي يؤدّي إلى التّنمّر الالكتروني. وهذا كلّه يولّد عند الطّفل الانطواء على الذات وعدم الحصول على الأصدقاء، أضف إلى ذلك انعدام الثّقة بالنفس والتّغيّب عن المدرسة وبالتّالي الفشل الدّراسي، وقد يؤدي أحياناً إلى الانتحار.
كيف نحمي أطفالنا من التّنمّر؟ للمدرسة دور مهمّ في إقامة حملات توعية عن التّنمّر ومخاطره، هذا وللأهل الدّور الأهمم في حلّ هذه المشكلة وذلك بتعزيز ثقتهم بنفسهم وحبّهم لذاتهم أو العودة إلى المختصّين النّفسيين والاجتماعيين الذين يساعدون الطّفل على رفع معنوياته وتقديم الدّعم اللازم.