النهار

معاناة طفل يتيم
معاناة طفل يتيم
A+   A-

أذكر جيّدا ذاك اليوم البشع عندما أبلغتني أمّي أنّ أبي توفي نتيجة فشل كلويّ. في البداية لم أصدّق الخبر، راودتني أفكار متعدّدة وأسئلة لا إجابات لها وأهمّها، هل يا ترى سأفقد أعزّ إنسان في حياتي؟ولم أبي يا ترى؟ ولم لم يجد الأطباء حتى الآن الدّواء الملائم؟ أم تراه لم يكن يحمل المال الكافي لإجراء العمليّة ليشفى؟

كنت أعتقد انّ كلّ مريض سوف يشفى في النّهاية ، وأنّ المريض سيلقى العناية الكافية من الدّولة في علاجه كتأمين الأدوية أوحتّى السّرير الذي سيؤويه في المستشفى أثناء مرضه. كنت أسمع كلّ ليل أنينه، وفجأة تهبّ والدتي إلى المستشفى مستعطفة منهم إدخاله أوحجزمكان له، لكنّها غالبا ما كانت تعود خائبة ودموعها تنذرف على خديها تتطلّع إلى أبي بعينين خائبتين، فأركض نحوها لتحضنني علّني أغرق في أعماق بحر حنانها فلا أسمع ذاك الأنين المؤلم.

عشت الآلام أيّاماعديدة ، إلأّ أنّني أيقنت أخيرا أنّ والدي المحبّ لن يعود أبدا. لم أعدأتحمّل نظرات الشّفقة في عيون النّاس. وها أن اليوم أشعر بحسرة مخيفة كلّما رأيت ولدا يلعب مع والده بفرح. ألا يحقّ لي أن يكون لي أب كباقي الأطفال؟

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium