إنّ التنمّر شكلٌ من أشكال الإساءَة الموجّهة من فرد أو مجموعة إلى شخصٍ معيّن. فما هو أثر هذه الإساءة على حياة هذا الشخص؟
ممّا لا شكّ فيه أَنَّ التنمّر ظاهرة موجودةٌ في كلّ مكان: في المدرسة، في البيت، في النادي ... وأثره كبير على الشخص "الضحية": فهو أولًا يؤثّر في صحته النفسية إذ يصبح هذا المسكين منغلقًا على نفسه، لا يتواصل مع العالم الخارجي بل يصبح مكتئبًا ويعاني من اضطرابات نفسية إلى حدّ يصبح الانتحار أمرًا واردًا بالنسبة إليه. فلماذا تستمّر حياته طالما أنّه يعيش في خوف مستمّر من الآخر وفي وحدة قاتلة؟ فهو يعاني في منزله ربّما، في عمله، في مدرسته. إنّه يعيش في خوف من أَنْ يتعرّض له أحدٌ فيسخر منه أو يهينه أو ...
أمّا إذا عدنا إلى أسباب هذه الظاهرة، فنجد أَنَّ "المتنمّر" يعاني من مشاكل قد تكون أكبر من التي يعاني منها ضحيّته وإنّما يجد في أذيته هذه متنفّسًا أو انتقامًا لحالته. وقد تعود مشاكله ربّما إلى طفولته الصعبة مثلًا أو إلى عدم تفاعله مع محيطه أو ... فيفكّر - في وقت من الأوقات - باللجوء إلى تعاطي المخدرات أو التدخين لكنّه يجد في التنمّر حلّاً يؤذي ضحيته من غير أَن يؤذيه هو على الأقل صحيًّا.
من هنا نستنتج أنّ التنمّر يسيء إلى كلّ من الجاني والضحيّة على حدّ سواء. ولكن ألا يوجد حلّ لهذه المشكلة في عصرٍ تَتطوّر فيه المجتمعات وتتقدّم؟