الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

"إذا ما إجا ظالم... بتجي جربوعة"

المصدر: "النهار"
رشيد درباس
رشيد درباس
Bookmark
أرشيفية (حسام شبارو).
أرشيفية (حسام شبارو).
A+ A-
كُلما أمْعَنّا في الاستقلال نمعن في العبودية.سمير عطااللهالرهان أنواع، منها المغامرة والمقامرة والاحتراف. لكنه في السياسة يُبْنَى على وقائع ملموسة، ويُعزَّزُ بالحنكة والخبرة والبصيرة، فالسياسيُّ الفذُّ هو من يقرأ النتائج من أسبابِها، من غير تبصيرٍ ولا مراهنة، وما عدا ذلك قبض ريح، أشبهُ بما جاء على لسان "زياد الرحباني" في إحدى مسرحياته، حين راح يحاول إقناع مدير الفندق بتأجيره غرفة مؤكدًا له أن الأجرة سيقبضها فور فوز "ظالم" أو "جربوعة" في سبق الخيل؛ فكم طوت السنابك من أَوْهَامِ مراهنين! وكم داست على مصائر من وضعوا رواتبهم في قبضة "جوكي" بناء على "تعليمة" أو منامات تزورهم في السَّحَر! وكم نشأت على هامش هذا المضمار زمر تتكسب من ادعائها معرفة الجواد المحمَّل بالمال في كل شوط، وهؤلاء أطلق عليهم لقب "المتَكَهِّنين".وفي القواميس أنَّ "كَهَنَ له" تعني قضى له بالغيب، ولقد كان في العرب كَهَنَةٌ، منهم من زعم أن له تابعًا من الجن يلقي إليه الأخبار، ومنهم من ادَّعى أنه يعرف الأمور بمقدمات يستدل بها على مواقعها، وهذا كانوا يَخُصُّونَه باسم العَرّاف. وسمَّت العرب كاهنًا كلَّ من تعاطى علمًا دقيقًا، فعدَّتِ الطبيب كالمنجّمِ كاهنًا.لم تندثر مهنة الكهانة رغم التطورات العلمية المذهلة، فما زال المنجمون وأهل قراءة الطوالع، ملجأَ أفواج كثيرة ومشارب متعددة، فيها الجاهل والمؤمن بالماورائيات والعاجز الذي أعيته الوسائل المادية عن إنجاز ما يريد، فعاذ بِطاقةٍ خفية يتولاها وسيط روحاني، أو شيخ من أهل الكرامات، أو عفريت مستتر في أعماقه.وفي لبنان دأبت بعض الشاشات على تسلية المشاهدين ليلةَ رأس السنة، بعرض تكهنات نجوم لمعوا في المزاج العام لمعانًا أزهى من بريق السياسيين، فتصاعدت أهميتهم على حساب خفوت أشعة أهل السياسة والحكم، الذين أصبح بعضهم طُلابَ تكهنات، يستطلعون عبرَها دوريًّا آراء الناس بهم، أو يستخبرون عن مصائرهم عقبى ما ارتكبوا من فشل وتخريب. ذلك أن العقل البليد العاجز عن ابتكار الحلول أو قراءة الخرائط هو عقل انتقائي، إذا وجد أن "نبوءةً" تَفَوَّهَ بها ميشال حايك أو ليلى عبد اللطيف قد تحققت، لجأ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم