الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

جسد روجيه عسّاف كان هو الشعر وكان هو بيروت وهو المدينة في "مسرح المدينة"

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
الجسد "إذا هوى"، في حالاته المأسويّة.
الجسد "إذا هوى"، في حالاته المأسويّة.
A+ A-
ما رأيتُ مدينةً تهوي (إذا هوى*) تتخلّع، تترنّح، تتحلّل، تنحلّ، تتفكّك، تتفسّخ، تتهدّم، تولول، تشهق، تنوح، ترثي ذاتها بصمتٍ، بلا صوتٍ، وبصوتٍ...، ما رأيتُ بيروتًا تحتضر، تحشرج، تتراقص مذبوحةً من الألم، لتسلّم الروح في النهاية وتموت، مثلما رأيتُها، هذه المدينة، هذه البيروت، أوّل من أمس الأحد، على خشبة "مسرح المدينة"، يتقمّصها (أو تتقمّصه) جسدُ روجيه عسّاف، الذي كان – وأنا أشهد، وتشهد معي الصالة الغفيرة المملوءة عن آخرها - أكثر من شعرٍ وقصيدة، وكم كان، هو وجسده، أكثر من مدينة.  عندما رأيتُ روجيه عسّاف على الخشبة متمسّكًا بعصاه، متنازلًا عن عصاه؛ متراقصًا، نائحًا، هازجًا، راثيًا، دابكًا؛ عندما رأيتُه بجموع جسده، بأصابعه، بيديه الصادحتين المتضرّعتين المولولتين المحبطتين اليائستين المنتحرتين؛ عندما رأيتُ جسده يتساقط شلوًا شلوًا، وأعماره تنهمر، ونظرات عينيه تتشلّق كانهياراتٍ قتيلة، كثمارٍ ممروضةٍ مهيضة؛ عندما رأيتُ روحه تتهدّل وتنطوي كبناياتٍ تتداعى، كشرفاتٍ تتكسّر، كأطفالٍ معفّرين، كشوارعَ كسيحة،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم