الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

بيت بزلازل كثيرة

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
شقوق في جدار علقت عليه صور عائلية، من جراء زلزال بقوة 6.4 درجات ضرب مقاطعة هاتاي في انطاكية جنوب تركيا (21 شباط 2023، أ ف ب).
شقوق في جدار علقت عليه صور عائلية، من جراء زلزال بقوة 6.4 درجات ضرب مقاطعة هاتاي في انطاكية جنوب تركيا (21 شباط 2023، أ ف ب).
A+ A-
"في يوم من الأيام، دخل عليّ الحزن"دانتيفي لحظة ما، تقف الأمم أمام الأبدية وتعود إلى الشعوب أفكار القيامة والحشر وأشراط الساعة، ويتحول الإنسان الى ذبابة "سارتر" ويتساوى كما في عنوانه الشهير "الكائن والعدم". وكانت كل عناوينه تتماشى مع هذه الساعات الطافحة بالبؤس واليأس والنهايات. ويتخيّل للبشرية جمعاء أنها تقف على الحافة الأخيرة، بمجرد أن تنزلق حصاة طائشة، أو يتدحرج حجر ثقيل. ولا يعود الرحى في عنق واحد عقاباً على خطايا الذات، وإنما هي ساعة العقاب الأخير والجماعة الأخيرة. لا تنفع الفلسفة الكبرى في مثل هذه الحالات، لا عدمية سارتر، ولا حقائق نيتشه، الذي كان أكثر من عانى في مواجهة العبث والهزال البشري أمام مجهول، سواء كان مرضاً فردياً مثل مرضه النفسي المرعب، أو كان وباءً جماعياً يتساقط فيه الرجال مثل الذباب، أو زلزالاً يغلق الأرض ويتحوّل الى مقبرة بلا نهاية وركامٍ أرذل من الغبار.ترى الناس في النوازل امتحاناً لها. ويأخذ الامتحان كل فرد على مستواه. ثمة من يقرع التنك في الشوارع لكي يردّ الكسوف، وثمة من يتساءل لماذا اقترب القدر منه الى هذا الحد، وثمة من يستسلم للمصير ومصادفات القدر، وإلّا فما الذي يجعل إنساناً يبقى على قيد الحياة ورفيقه ينطمر تحت الركام، وكلاهما في غرفة واحدة، ولحظة زلزالية واحدة، وسوادٍ رهيب ينقضّ على حيث كانوا؟ ليست هذه المبارزة الأولى بين الخُرافة والحقيقة وبين الأسطورة والعلم. والإنسان عاتبٌ في كل الحالات، عاتب على إيمانه لأنه لم يحمه، وعاتب على العلم لأنه يتجبّر ويتكبّر ويتبختر في السماوات السبع، فيما هو عاجز عن قرع جرس إنذار صغير بباطن الأرض.كثير على الدنيا هذا التيه الذي يضرب الناس بأشكال مختلفة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم