الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

رئيسٌ بعِدّةِ رؤساء ولِعِدّةِ جُمهوريّات

المصدر: "النهار"
سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
كرسي الرئاسة.
كرسي الرئاسة.
A+ A-
هناك شِبهُ استحالةٍ لانتخابِ رئيسٍ لجُمهوريّةٍ لم تَعدْ موجودةً، فلا جُمهوريّةَ من دونِ سيادةٍ مهما كان النظامُ والمؤسّسات. ولا سيادةَ في غيابِ سلطةِ الدولةِ على كاملِ أراضيها وعلى حدودِها. وبالتالي يَستحيلُ تطبيقُ الديموقراطيّةِ والحرّياتِ الخاصّةِ والعامّةِ من دونِ سيادةِ الدولةِ على الأفرادِ والجماعات. الباقي اليومَ من الجُمهوريّةِ التي أحْبَبناها: هيكلٌ أثريٌّ يَتردّدُ في حَناياه صدى مجدٍ قديم. لكنَّ الأعمِدةَ الأساسيّةَ لا تزالُ صامدةً لترميمِ الجُمهوريّة حين يحينُ حلُّ القضيّةِ اللبنانيّة.وهناك شِبهُ استحالةٍ كذلك لانتخابِ رئيسٍ واحدٍ لعدّةِ جمهوريّات. وما الخلافُ المسْتترُ على هُويّةِ الرئيسِ الجديدِ سوى أنَّ كلَّ مكوِّنٍ يُريد رئيسًا لجُمهوريّتِه القائمةِ أو في طورِ التكوينِ، وليس للجُمهوريّةِ اللبنانيّةِ الواحدة. الواقعُ أنّنا نُعطي الانطباعَ أنّنا مختلِفون على الجُمهوريّةِ، فيما نحن مختلِفون على جُمهوريّاتِنا وعلى ما يُمِكنُ أنْ نُحصِّلَه من إرْثِ الجُمهوريّةِ الشرعيّة. العالمُ يَنتقِلُ من شريعةِ الغابِ إلى شرعيّةِ الدولة، أما نحن اللبنانيّين، فنَسيرُ عكسَ السير، إذ نتراجعُ من الدولةِ إلى الغاب من دونِ أيِّ شعورٍ بتأنيبِ ضمير. هذا تَحوّلٌ منافٍ لطبيعةِ تَطوّرِ الإنسان والمجتمعات. لا يعودُ هذا التراجعُ الحضاريُّ إلى تَقهْقُرٍ لبنانيٍّ داخليٍّ فقط، بل هو عدوى مسارِ دولِ المحيطِ منذ سنواتٍ، حيث تَحوّلت شعوبُها أضاحي جماعيّةً لمستقبلٍ مجهول. وما كانت هذه العَدوى الشرقُ أوسطيّةٌ تَبلُغنا لو لم تُصبح فئاتٌ لبنانيّةٌ جُزءًا لا يَتجزًأ من حروبِ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم