الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

قراءة مختلفة لمسألة سليمان فرنجية

المصدر: "النهار"
جهاد الزين
جهاد الزين
Bookmark
فرنجية (نبيل إسماعيل).
فرنجية (نبيل إسماعيل).
A+ A-
أخبرني مرة الصديق النقيب رشيد درباس نكتة عن الزغرتاوي المطلوب للقضاء الذي كان يمر صباح كل يوم، وهو ذاهب الى عمله، على مخفرالدرك في زغرتا فيترك مسدسه "أمانة" في المخفر ويعود مساء لاستلامه في طريق عودته إلى منزله.هذه هي زغرتا في المخيلة الشعبية اللبنانية. مدينة قبضايات وزعامات لا تعرف "السياسة" سوى كونها هكذا: الزعيم يحمي جماعته. ولكن"السياسة" في لبنان قبل 1975 كانت بمعظمها كذلك: زعامات وقبضايات. فلماذا نخصّص زغرتا وحدها!؟ هذه الحياة السياسية اللبنانية التي كانت تعيش في ظل ميركنتيلية تجارية مزدهرة تحوّلت بعد 1975 إلى عصابات إجرام في كل المناطق تحت يافطات أيديولوجية.(الراحل) سمير فرنجيه في كتابه "رحلة إلى أقاصي العنف" يعتبر أن أحداث مزيارة عام 1957 كانت مؤشرا مبكرا على العنف الشديد الذي سيصل إليه لبنان، كل لبنان، عام 1975.روى لي مرة (الراحل) منح الصلح أن عمه رئيس الوزراء (الراحل) تقي الدين الصلح سمع الرئيس (الراحل) سليمان فرنجيه (الجد) يقول لابنه طوني وهما يقفان على شرفة قصره في زغرتا: "هنا في لبنان يجب أن تقاتل بيديك للدفاع عن زعامتك". طوني، والد المرشح الحالي لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجيه، سيُقتل غدرا مع عائلته، باستثناء صدفة غياب حمت نجله سليمان، في جريمة فظيعة لا تزال تهز لبنان الى اليوم وستهزه طويلا في الآتي من الأيام مهما ثَقُل ضميرُ اللبنانيين والموارنة بالمجازر والضحايا. لقد استلزم هذا التحول العنفي آنذاك الذي عبّرت عنه مجزرة إهدن تدخّلَ الدولةِ السورية بكل إمكاناتها لموازنته في الرد على المجزرة وتداعياتها. انطوت مجزرة إهدن على عنف مفاجئ سيكشف عمقَ التحول الذي تشهده بنية الأحزاب اللبنانية وفي المقدمة منها "حزب الكتائب" الذي كان النموذج السبّاق لكيف سيؤول إليه لاحقا "حزب الطائفة" في لبنان ولاسيما "الحزب التقدمي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم