الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

"حزب الله" يردّ من خيمة "المزارع" على "ضربة أميركية" له؟

المصدر: "النهار"
ابراهيم بيرم
ابراهيم بيرم
Bookmark
النيران تشتعل عند الخط الأزرق بعد تحرّك إسرائيلي على الحدود (أ ف ب).
النيران تشتعل عند الخط الأزرق بعد تحرّك إسرائيلي على الحدود (أ ف ب).
A+ A-
لم تكن خيمة "حزب الله" على تخوم مزارع شبعا فعل تحدٍّ وتصعيد مفاجىء من جانب الحزب للاسرائيليين بغية استدراجهم الى لعبة الاحتكاك والتسخين والتوتير التي يتقنها ويرغب في إدامتها كونها تصبّ في خدمة استراتيجيته.فالخيمة التي ظهرت فجأة الى الضوء، وكبرت قضيتها فصارت أزمة توشك ان توازي ما يُعرف بأزمة الصواريخ السوفياتية في كوبا في القرن الماضي، تعتبر اسرائيل انها أقيمت على أرض تابعة "لسيادتها" كونها جزءا من اراضي مزارع شبعا العرقوبية التي نجح الاسرائيلي في بسط سيادته ونفوذه عليها احتلالا في حرب عام 1967 باعتبارها جزءا من الاراضي السورية، وتحديدا استتباعا لجبل الشيخ الاستراتيجي.ولأن الحزب يعرف اكثر من سواه تعقيدات تلك الجغرافيا والتشابك الحاصل فيها (تقع عمليا على تقاطع عند مثلث الحدود اللبنانية - السورية - الفلسطينية) اختار عن سابق تصميم ان يغرس اوتاد تلك الخيمة في تلك البقعة الضيقة مستغلا تراجعا (قُدّر بثلاثين مترا) للاسرائيليين عنها تمهيدا لعمليات تجريف كانت بدأت وتوطئة لاقامة سياج ودشم وجدار عزل يحضّر لها منذ زمن ربما لفرض أمر واقع يكرس احتلالها الدائم مستقبلا.وبمعنى أوضح، استغل الحزب محطة زمنية وجغرافية، ارادت فيها اسرائيل انجاز تغييرات في طبيعة المنطقة خرقاً لتفاهم مزمن اشرفت عليه الامم المتحدة يعتبر أن تلك الجغرافيا القصيّة، الجبلية الغنية بالموارد المائية، هي ارض متنازع عليها بين لبنان واسرائيل وسوريا، لذا فلتبقَ تحت الهيمنة الاسرائيلية ولكن شرط ان لا يُعبث بها في انتظار حل شامل وترسيم ناجز، واستطرادا استغل الحزب هذا الفعل الاسرائيلي لاقامة بؤرة توتر تحت ظلال تلك الخيمة من جهة ويندفع الى تغيير قواعد الاشتباك...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم