كيف يحمي بن سلمان السعودية التي يؤسّسها؟

ربما أزعج أو يُزعج السؤال الوارد في "الموقف هذا النهار" يوم الجمعة الماضي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وكان: "ماذا على بن سلمان أن يفعل؟ إذ ربما يكون أوحى للكثيرين من محبّيه في بلاده ومؤيّديه في المنطقة ومنها لبنان أنه ينطوي على شيء من "الأستذة" كما على شيء من ضُعف الثقة في وجود مشروع متكامل بدأ تنفيذه، وينتهي تنفيذه في 2030. لكن القصد منه غير ذلك، والحكماء والعقّال في المملكة يعرفون هذا الأمر. فالسؤال المذكور جاء بعد ثلاث مقالات عن الذي يفعله في المملكة وعن هدفه الأول وهو تحديثها من الداخل، وجعلها قادرة على حماية نفسها بالتعاون مع الحلفاء الكبار طبعاً، وتالياً على جعلها رائدة بل قائدة في دنيا العرب بعدما أضعف بلدانهم حكّامٌ وأنظمة رفعوا شعارات وطنية وقومية وأخفقوا في ترجمتها واقعاً ملموساً، كما بعد وعودٍ بتطوير شعوبهم ومجتمعاتهم وتحسين أحوالهم تبيّن لاحقاً أنها كانت غير جدّية بل فارغة.إنطلاقاً من ذلك يتابع "الموقف هذا النهار" كلامه الصادق عن المملكة والمحبّ لها ولكن من دون تزلّف على الإطلاق، ومن دون رغبة في استخدامه لتحصيل ثروة أو لتعزيز موقع سياسي أو... وهذه أمور عرفها العهد السعودي الجديد والأقوى فيه ولي العهد، ولهذا السبب يتساءل "أيتامها" في لبنان كما في السعودية عن أسباب إحجامها عن الإنخراط وبقوّة لإنقاذه من الفشل...