أميركا وإيران والعرب وإيران الى أين؟

حيّرت الولايات المتحدة ومعها الجمهورية الإسلامية الإيرانية العالم منذ وصول جو بايدن الديموقراطي الى رئاسة الأولى خلفاً لدونالد ترامب الذي سحب بلاده من الاتفاق النووي الموقّع مع إيران ومنذ نجاح الجناح المحافظ جداً في الثانية في الإمساك بالسلطات الدستورية كلها بعد فوز إبراهيم رئيسي برئاسة الجمهورية والمحافظين المتشدّدين بالغالبية في مجلس النواب، كما بعد الإمساك بالسلطة القضائية وسائر المجالس والهيئات الأساسية والمهمة. سبب الحيرة عدم موافقة بايدن في حملته الرئاسية السابقة على تخلّي ترامب عن الاتفاق النووي ومبادرته بعد دخوله البيت الأبيض رئيساً الى بدء مفاوضات غير مباشرة مع إيران في فيينا استمرت سنة وبضعة أشهر بهدف إحياء "النووي". تخلّل هذه المرحلة انقطاع التفاوض أشهراً عدّة لكنها لم تحقّق الهدف المطلوب منها فتوقفت من دون إعلان واشنطن وطهران يأسهما من الاتفاق وعودتهما الى ممارسة سياسة القطيعة وتبادل الضغط بالعودة الى فرض العقوبات من جهة وبالتدخّل الى جانب روسيا في حربها على أوكرانيا من جهة أخرى، كما بتوسيع التعاون مع الصين الدولة الكبرى الصاعدة بقوة الى موقع الشريك أو المنافس أو الخصم للولايات المتحدة في زعامة العالم. ترك هذا الوضع غير المحسوم آثاره على الاتفاق الإيراني – السعودي الذي رعته الصين قبل أشهر، والذي عوّل عليه الكثيرون لوقف الحرب السعودية على اليمن...