باريس تخنق مبادرتها ومهمة لودريان مهددة... "ورقة" تسوية عون للرئاسة يحرقها "حزب الله"!

لا يزال الطريق حتى الآن مسدوداً أمام التسوية اللبنانية أو أقله الاتفاق على إنتخاب رئيس للجمهورية قبل نهاية السنة الحالية. الخيارات المطروحة لخرق الجمود القائم في ظل الانقسام السياسي في البلاد والصراع الذي أخذ أشكالاً أمنية في الفترة الاخيرة، لا ينبئان بأن شيئاً جدياً يتبلور رئاسياً، لا في عودة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان حيث فجرت رسالته إعتراضات نيابية وسياسية خصوصاً حول آلية التعاطي الفرنسي مع الاستحقاق الرئاسي، ولا في الحراك الخارجي لا سيما الاتفاق السعودي- الإيراني الذي لم يصل إلى مرحلة تكرس تفاهماً حول لبنان، ولا أيضاً في المخاض الداخلي، حيث لا يزال التفاوض بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" متوقفاً عند الخلاف على ترشيح سليمان فرنجية، ولم يتوصل الطرفان إلى صيغة حول مرشح بديل أو خيارات أخرى.لم يعد البحث في الأزمة يقتصر على ملف الرئاسة، بل بات أبعد من ذلك في ضوء الصراع القائم حول هوية لبنان وصيغته ونظامه، وإن كان الاتفاق على استحقاق الرئاسة يشكل مدخلاً للملفات الاخرى العالقة، وبينها تشكيل الحكومة والتوازنات السياسية القائمة، ولذا، فإن هذا الملف يخضع لاعتبارات سياسية وليس مقتصراً على معايير الكفاءة أو العلاقة مع المجتمع الدولي. فكل الرؤساء الذين تناوبوا على قصر بعبدا بعد اتفاق الطائف جاؤوا بقرار من خلال تسويات فرضتها الوصاية، داخلية كانت أم خارجية. ومن هنا تُطرح تساؤلات حول الموقف الفرنسي الذي عبرت عنه رسالة لودريان وتعاطيه مع الأزمة، وما إذا كان المبعوث الفرنسي يدرك أن الامور باتت شديدة التعقيد وبالتالي ينتظر...