الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

قراءة في لوحة "مؤتمر صحافيّ للعراة" للفنّان سيروان باران لا تتركوا نظام النفاق الأمميّ يعوي ملكًا في سيرك العالم

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
"مؤتمر صحافيّ للعراة"، لوحة بريشة الفنّان الكرديّ العراقيّ سيروان باران.
"مؤتمر صحافيّ للعراة"، لوحة بريشة الفنّان الكرديّ العراقيّ سيروان باران.
A+ A-
كان ينبغي لي أنْ أقف مليًّا أمام لوحة الفنّان سيروان باران، "مؤتمر صحافيّ للعراة"، لأعرف أنّه ينبغي لي على الفور، وبلا هوادة، أنْ أخرج من قوقعة نظرتي إلى العالم، المتّكئة على حواسّي وعوالمي وأمزجتي، لأدخل في حواسّ هذه اللوحة الفنّيّة، بقصد اكتناه عوالمها وأمزجتها، واستجلاء مكوّناتها وتعبيراتها وتصويراتها الحيويّة، ومحاورة أسلوبيّة أشكالها وألوانها، والاشتراك في "حفلة" هواجسها المريرة، وهي تقهقه بحيادٍ فادح، لكنْ من دون أنْ تقهقه، وتسخر ببرودةٍ ساخنة، لكنْ من دون أنْ تسخر، وتهجو بعنفٍ مدوٍّ، لكنْ من دون أنْ تهجو، وتروح تنهش شخصيّاتها، أكانوا إعلاميّين ميكروفونيّين أم مسؤولين سياسيّين أم قادة، مثلما تروح تمعن في التهامهم بأضراسٍ هازئةٍ مزدرية، لكنْ من دون أنْ يومئ الفنّان إلى ذلك، أو أنْ يحرّض، تاركًا "أبطال" اللوحة (هل هم واحدٌ أحد، كمفردٍ بصيغة الجمع؟!) يعبّرون عن ذواتهم بذواتهم، بأجسامهم، بكروشهم، بترهّلاتهم، بأيديهم، ببناطيلهم، بقبّعاتهم، وبقسمات وجوههم، التي إنْ دلّت على شيء، فعلى أنّ الكذبة هي كذبة، وأنّ التراجيديا لا تحتاج إلى تعبيرات التراجيديا بل، فحسب، إلى تعبيرات السيرك المشهديّ، فهو أدلّ، وأفظع من كلّ تعبير.اللوحة عنوانها "مؤتمر صحافيّ للعراة"، 230 سمX 170 سم، أكريليك على قماش، حيث، ستّة أشخاص، أو حيث الشخص نفسه يظهر مصوَّرًا من ستّ جهاتٍ مختلفة، وهو يمثل في الوسط في وضعيّة المواجهة أمام منصّةٍ إعلاميّةٍ تعلوها ميكروفونات (هل هي تنشر...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم