الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

حدّثني السيّد cooper قال: كفى!

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
كوبر إنْ حكى، توليف فنّي للرسّام منصور الهبر.
كوبر إنْ حكى، توليف فنّي للرسّام منصور الهبر.
A+ A-
قال لي السيّد cooper، أمس، ونحن نتمشّى في نسائم الخريف: لم يعد مقبولًا أنْ يُستخدَم جنس الكلاب للدلالة على حقارة الجنس البشريّ. كلّما خان أحدُهم أحدًا، أو نكث، أو انتهز، أو سرق، أو ظلم، أو ارتكب مجزرةً، وكلّما أصدرت بلادٌ "حرّة" موقفًا مخزيًا حيال ما يجري في فلسطين، في لبنان، أو في سواهما، هبّ بعضكم لينعت هؤلاء بأنّهم كلاب، تعبيرًا عن الاحتقار. قلْ لي، أيّها التابع: أيّ تناقضٍ يقع فيه هذا الإنسان؛ من جهة يصف الكلب بأنّه مخلص، وفيّ، نبيل، حنون، رؤوف، وإلى آخره. من جهةٍ ثانية يستخدم مصطلح الكلبيّة ليصف بها انتهازيّة الكائن البشريّ، ودناءته، وتملّقه، ونذالته، وصغره، وحقارته، وخيانته، ويباس الرأفة في قلبه، وعدم أمانته، وإلى آخره. أردف السيّد كوبر طارحًا عليَّ هذا السؤال الجسيم: أنا كلب، ولستُ إنسانًا. لكنْ، أنتَ الإنسان، كيف تتحمّل كونكَ "إنسانًا" عندما يمعن صنفكَ البشريّ في حفلة الإبادة والاحتلال والعنف والتوحّش والدم والقهر والجشع والظلم والقتل والسرقة والنهب والاستبداد والانبطاح والزحفطة والوطاوة؟ّ! ثمّ، لا أدري كيف صار كوبر شاهدًا أدبيًّا، فانبرى يحذّرني وينبّهني على مستوى الكتابة: إذا كنتَ تريد أنْ تظلّ أمينًا لحبركَ، وشخصيّتكَ الأدبيّة، فابقَ، كما وكمَن أنتَ. إيّاكَ، ثمّ إيّاك، أنْ "تدجّج" لغتكَ وأدبكَ بالادّعاء، بالتصنّع الثقافيّ، بالانتفاخ، بالحسد، بالإحالة على هذا الفيلسوف، على ذاك الشاعر، وعلى ذلك الروائيّ. خصوصًا المرجعيّات منهم، والحائزين الشهرات الوسيعة، وإنْ كلّفكَ هذا الخيار أنْ تبقى في الظلّ، فلا تحظى كتاباتكَ بالترجمة مثلًا، أو بالجوائز، أو... بالمردود المادّيّ. أنا، شخصيًّا - قال...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم