الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

شخصيّة العام

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
صور لزينة الميلاد في وسط بيروت (نبيل إسماعيل).
صور لزينة الميلاد في وسط بيروت (نبيل إسماعيل).
A+ A-
كتب تي اس إيليوت شعراً كثيراً، وقال فيه كبار النقّاد إنه أجمل ما حدث للغة الانكليزية منذ ذلك المسرحي الملتحي الذي جاء من مدينة سترافورد أبون ايفون، المعروف أيضاً بالقوّال ويليام شكسبير. وأعظم ما كتبه إيليوت كان قصيدة "اربعاء الرماد"، وأعظم ما فيها البيت القائل: "إن أكثر الآلام إيلاماً، هو الجوع". الجوع إلى كل شيء، طبعاً الأشدّ ضراوةً ونذالة هو جوع الغذاء. والحياة. وعالمنا مليءٌ بضحاياه. وهو عالمٌ بشعٌ، شديد الوقاحة، خالي المشاعر، ولذلك، لا يزال يخصبُ بملايين المواليد ويرميهم في شوارع المدن. من كالكوتا، إلى الغابات البشرية الأخرى في الهند، إلى عالمنا الرثّ في هذا المشرق، حيث الأوطان مخيّمات، والمخيمات جحيم، والجحيم بلا نوافذ ولا أبواب للخروج. اعتادت الصحافة في مثل هذا الوقت، أن تنتقي شخصية العام، وهو تمرينٌ سقيم وضحل فقد معناه منذ زمنٍ بعيد، ولم يعد للأعوام شخصٌ يمثلها مثل نهرو، وغاندي، ومانديلا، ومخترع البنسلين أو اللقاح، الذين تضيء أفضالهم على البشرية من خلف العصور. تقلصت القامات كثيراً في عالم الانسان، وتصغّرت الأمم وأصبح رئيس أميركا يهرع على متن "ايرفورس 1" لكي ينقذ رشاشاً من الموت والدمار يُدعى نتنياهو. ثمة جوعٌ، أو بالأحرى مجاعة، إلى كل شيء. العالم يتهتكُ ويتهافت ويتفكك. والقسوة تعمّ الأمم. والفظاظة عنوان الدخول إلى ديار الانسان. غزّة هي المثال الأكثر هولاً، ربما عبر التاريخ، ونتنياهو هو النموذج الأكثر سقطاً، ما بين ضعفه العسكري والسياسي أمام هجوم السابع من تشرين، وما بين...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم