الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

عدم قديم وفي الجينات

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
أرشيفية (نبيل إسماعيل).
أرشيفية (نبيل إسماعيل).
A+ A-
"وينيي الدولة"، كان يصرخ عبثاً الممثل نعيم حلاوي، متحدثاً باسم الباحثين عنها من اللبنانيين، منذ أيام فينيقيا في القرن السادس عشر قبل الميلاد. والحقيقة أنه لم تكن هناك فينيقيا أيضاً. كان هناك فينيقيون بالتأكيد، لكن لم يخطر لهم يوماً أن يبنوا دولة. وكانوا قبل روما واليونان. لكنّهم كانوا جوّالين مترحّلين ودائماً على سفر، ولا وقت لديهم لبناء دولة فيها مؤسسات وجيوش ومخافر. يقول أبو المؤرخين وعميد الصحافيين، هيرودوتس، إنهم أبحروا حول أفريقيا. والمؤكد أنهم وصلوا وعمّروا جزر الباليار في إسبانيا. وأقاموا دولة عظيمة في تونس حملت اسم قرطاجة. إلّا في ديارهم فكانت صور ضد صيدا، وصيدا ضد جبيل، وجبيل ضد أرواد. وقد أطلق أدونيس على ابنته اسم أرواد، لعلّه يحقق مصالحة متأخرة لكل ما كان قائماً في قرون ما قبل الميلاد.انعدام الدولة عادة قديمة، وعلّة في الجينات. في المرحلة الزمنية نفسها أقامت مصر أول دولة مستمرة ومستقرة في التاريخ. روما تركت أسس القوانين والخطط العسكرية، واليونان تركت الفلسفة، وترك الفينيقيون الأبجدية والتجارة. وهذا ليس بالقليل. التجارة عضد الحياة بين الأمم. و"المركنتيلية" التي يسخر منها الآن، هي ركيزة الامبراطوريات والممالك. ولذلك قال المسيح: "إن مملكته ليست من هذا العالم". ولا يمكن أن تكون. فهو عالم موبوء ومتوحش، ولذا يجب ان يُسلّمَ أمره الى الدولة، أي المنظمة التي تحاول ضبط الغرائز وردع...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم