أيّ استنتاجات للقاء الموفد الألماني مع "حزب الله"؟

كان أمراً مثيراً ان يتعمد "حزب الله" تسريب خبر استقبال نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم المسؤول الثاني في رأس الهرم في المخابرات الالمانية وفحوى اللقاء الذي جرى بينهما في الضاحية الجنوبية. فإلقاء الاضواء على لقاء من هذا النوع يعني في عِلم المخابرات أمرين لا ثالث لهما: إما "إعدام" نتائج اللقاء وحرقه وكأن شيئا لم يكن، وإما البوح به لتكريس أبعاد أخرى تلي اللقاء.بحسب المعطيات المتوافرة فان الحزب تقصَّد تبيان الأمرين معا ووضعهما أمام الضوء وإعداد المسرح تمهيداً لفرض وقائع اخرى بناء على اللقاء اياه.عندما تناهى الى عِلم الدوائر المعنية في الحزب ان ثمة طلباً وُجّه اليها من الجهات الالمانية العليا عبر السفارة في بيروت، تطلب فيه تحديد موعد للقاء عاجل بين الشخصية الثانية في جهاز المخابرات الالمانية الخارجية مع قيادي سياسي رفيع المستوى في الحزب، فُتح على الفور في دوائر الحزب نقاش عُرضت فيه رؤى متعددة تمحورت حول أمرين: الاول، جدوى إتمام اللقاء مع موفدين من عاصمة اوروبية بكّرت في إشهار العداء ضد الحزب ومارست تضييقاً عليه، عندما اصدرت جهات رسمية المانية قراراً بوضع الحزب كله على القائمة السوداء لديها، ومن ثم شرعت في ترصّد جمعيات وشخصيات لبنانية مهاجرة بتهمة الاشتباه بعلاقة تربطها مع الحزب وتجمعها به. وتعمّدت في الوقت عينه ملاحقة افراد من الجالية اللبنانية بالتهمة عينها الى حدّ قفل مراكز دينية ومصادرة اموال وتجميدها تحت الشبهة عينها.الى ذلك، فان برلين سارعت قبل سواها الى اظهار الانحياز المطلق للوجهة الاسرائيلية فور اندلاع...