الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

بالخط الأرمني

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
العلمان اللبناني والأرمني (تعبيرية).
العلمان اللبناني والأرمني (تعبيرية).
A+ A-
"السياسيون سيّان في كل مكان. دائماً يعدون ببناء الجسور حيث لا أنهر".خروشوفالتقيتُ كريم بقرادوني قبل سنوات، وبما انّ المحامي والسياسي المعروف منهمكٌ دائماً في مشروعٍ ما، فقد كان من الطبيعي ان أسأله ماذا يفعل الآن، متوقعاً أن يُجيب بأنه يشتغل على سيرة رئيسٍ من الرؤساء. غير أنه أجاب، وبكل بساطة، أنه في صدد إنهاء عملٍ عن جنوب السّودان! ولم أُفاجأ، فالشائع في السياسة اللبنانية أن الرجل حاضرٌ في كل الأزمنة والأمكنة. وأحياناً لأسبابٍ متناقضة في الموقع نفسه، كما في رئاسة حزب الكتائب، حيث تنقّل من المؤسس الكبير الشيخ بيار الجميّل إلى رفقة الشيخ أمين، إلى فدية الشيخ بشير، ومن ثم، إلى الخروج من الحزب برمّته.كان بقرادوني يذكّرني دائماً بشخصيّة انستاس ميكويان، الأرمني السوفياتي الذي ماشى كل العهود. تضارب السوفيات، وتقارع الرفاق، وتقاتلوا وتذابحوا وظلّ ميكويان في رئاسة البرلمان. من ستالين الى خروشوف إلى أبد الآبدين. الضعيف الّذي لا عدوّ له في القبائل، والأجنحة، والصراعات، يجعل من ضعفه نقطة قوّة واستقلاليّة وتميُّز. وبدل ان ينجرف في التجاذبات، يحاول أن يعلّم المتجاذبين كيف يكونون مثله اساتذة في العَوْم، ساعات العواصف والغرق.كان الأرمن أقلية في الإتحاد السوفياتي، باعتبار أنّ جمهوريتهم كانت من أصغر الجمهوريات الإشتراكية. ولذا، كان امامهم خيارٌ واحدٌ هو إتقان فنّ البقائيّة. وهكذا، برز في كل عهدٍ واحدٌ منهم يعايش العهود، يحني الظهر حين يجب، ويلمع في الظهور حين يستطيع. هكذا استمرت حياة ميكويان السياسية، وهكذا استمرّت من بعده حياة سيرغي لافروف. وهكذا على مقياس لبنان، كان كريم بقرادوني الأرمني الأكثر استدامةً مع تغيير الجمهوريات.أتقن بقرادوني ضمن صنع السياسة، كل ممارسةٍ لزوميّة. وفي طليعتها الكتابة والخطابة والحديث. وقد جعلت منه الأولى كاتب سِيَر الرؤساء. وفي مرةٍ وحيدة استخدم هذه الموهبة، أو الحرفة، في وضع كتابٍ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم