لمصلحة من يلعب الوقت على جانبَي الحدود اللبنانية؟

بعد أقل من 36 ساعة على بيان مشبع بالتطمينات وزعته الخارجية الأميركية وأكدت فيه أن الولايات المتحدة لا تريد مزيداً من التوتر والتصعيد بين إسرائيل و"حزب الله" على الحدود بين لبنان وإسرائيل وأن واشنطن تبلغت من تل أبيب أنها لا تريد تصعيداً مع لبنان وأنها ترغب في حل "النزاع ديبلوماسياً"، تكفلت محطة الـ"سي إن إن" الأميركية ببث خبر مفاده "أن إدارة بايدن قلقة من احتمالات قيام إسرائيل بتوغل برّي في الأراضي اللبنانية في نهاية الربيع المقبل". واستتباعاً لهذا المناخ نقلت المحطة عن مسؤول أميركي أن ثمة آراءً متباينة داخل الحكومة الإسرائيلية تؤيد التوغل البري في لبنان.هناك من يجد أن هذه الرسائل الأميركية المتناقضة جزء من لعبة الترغيب والترهيب التي تتبعها الإدارة الأميركية إذا ما تعلق الأمر بإسرائيل نفسها وشروط الحفاظ عليها ودرء كل خطر محتمل عليها.ومع ذلك كله فإن أوساطاً لبنانية معنية مباشرة بالوضع الجنوبي واحتمالاته تؤكد أن "حزب الله" لم يسقط ساعة من حساب الاحتمالات عنده احتمال أن تقتحم إسرائيل الجنوب في لحظة معيّنة وضمن ظروف معينة، ولكن ثمة آراء وقناعات بدات تتبلور في الآونة الأخيرة في أوساط جنوبية من خارج الثنائي الشيعي ولكنها لا تعاديه، فحواها أن إسرائيل ربما لم تعد ترى أنها بحاجة الى مغامرة مكلفة تكرّر فيها على نحو أو آخر تجربة حرب تموز عام 2006 التي انتهت بعد تقدّم بري محدود للقوات الإسرائيلية في بعض النقاط والمواقع الأمامية لكنها سرعان ما خرجت منها...