إلحاح بري الرئاسي بين الجدية والمناورة

يخرج زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري في الاونة الاخيرة بانطباع يفيد بتشدده في رغبة ملحة في اجراء انتخابات رئاسية قريبا. ويفترض بهذا الانطباع ان يعني ان هناك تطورا في موقف بري باعتبار ان موضوع الالحاح الرئاسي كان دوما رغبة يعبر عنها قولا ولكن الفعل يكون مناقضا اقله وفق ما دلت التجربة خلال سنة ونصف السنة من التعطيل الرئاسي . لكن يصر هؤلاء الزوار على الاقتناع بان هناك جدية اكبر هذه المرة معطوفة على جملة اعتبارات تبدأ من الوضع الاستنزافي في الجنوب والذي طال اكثر مما هو متوقع فيما ان النازحين الجنوبيين ضاقوا ذرعا باوضاعهم لا سيما في ظل تعثر مساعي الهدنة في غزة وبدء شهر رمضان . وقد اعطى الموفد الاميركي آموس هوكشتاين بري دفعا ابان زيارته الاخيرة من خلال تكريس "مرجعيته " اذا صح التعبير لجهة دعوته المعارضة للالتقاء والتواصل معه على خلفية ان هناك متغيرات في موقف بري فيما انه كان خسر هذا الموقع باصطفافه في موقع واحد مع الطرف الاخر في الثنائية الشيعية وفي تبنيه مرشحا رئاسيا يرفض التفاوض حول اسمه او التراجع عن دعمه . وهي المرجعية التي يحرص بري على استعادة عنوانها من منطلق اصراره على ترؤس الحوار الذي يريده في مجلس النواب فيما نشأت بينه وبين القوى السياسية المعارضة ازمة...