الجمعة - 28 حزيران 2024

إعلان

دماء التاريخ على طريق القدس

المصدر: "النهار"
داود الصايغ
داود الصايغ
Bookmark
رجل يتفقد منزله المدمر في عدلون. (احمد منتش)
رجل يتفقد منزله المدمر في عدلون. (احمد منتش)
A+ A-
لم يربح لبنان شيئاً من حرب الجنوب، لأنها ليست قضية كل لبنان. فلبنان ليس قضايا مجزأة. إنه يُؤخذ بمجمله وإلا فالمُجزّئون خاسرون حتماً ومعهم لبنان. هذا ما حصل، والوقائع تدلّ على ذلك: موت ودمار في غزة وفي جنوب لبنان.هذه هي النتيجة بعد تسعة أشهر من بداية الحرب. وفي السياسة والحروب تُقاس الأمور بنتائجها. فالمفاوضات تجري بين "حماس" وإسرائيل. والناشطون الغربيون من أصدقاء ما زالوا يُحاولون فصل الجنوب عن غزة وتحرير لبنان من ارتهاناته العسكرية والسياسية، وصولاً إلى تحرير رئيس الجمهورية.والذين قادوا إلى تلك الحرب - المغامرة كانوا مُدركين تراكم أزماته. ولم يرفّ لهم جفن بزيادتها، باسم ما يملكون من وسائل وباسم ما أفتوه من "وحدة الساحات". أما اللبنانيون الآخرون، وأما لبنان الآخر، فهم ليسوا من اهتماماتهم ما دام لبنان ككل ليس قضيتهم. فالمعادلة بسيطة والوضوح كان ولا يزال أفضل ما يُقرأ في السياسة.لم يربح لبنان شيئاً. كلها خسائر، بدءا بأرواح مئات الشباب والمدنيين... على طريق القدس. على طريق القدس قالوا، لأنهم لم يجدوا تبريراً لذلك إلا قضية المدينة المقدسة التي قضى على طريقها منذ أجيال جيوش من الحماة. إنهم لحقوا الصليبيين، أتذكرون في القرون الوسطى؟ هذه المدينة التي كانت ولا تزال محجّة الدنيا، زُرعت طرقاتها بالدماء والسيد المسيح دخلها حاملاً غصن الزيتون وفق ما جاء في إنجيلي يوحنا ومتى: "قطعوا أغصان الأشجار وفرشوها أمامه..." وبعد ذلك خاطب السيد المسيح الفريسيين بقوله: "يا أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المُرسلين إليها، كم من مرة أردت أن أجمع بنيك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها فلم تريدوا. هوذا بيتكم يُترك لكم خراباً" (متى، فصل 23، آية 37-28).ياسر عرفات عندما دخل الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 13 تشرين الثاني 1988 حمل غصن الزيتون ذاته حين صرخ: لا تدَعوا غصن الزيتون يسقط من...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم