كتاب إيمانويل تود الجديد "هزيمة الغرب": موت البروتستانتية والدولة - الأمة الأميركية البريطانية الفرنسية الألمانية

كتاب إيمانويل تود الجديد "هزيمة الغرب"، هو كتاب واجب القراءة حتى لو اختلف القارئ مع عدد من استنتاجاته الجوهرية. لا بل، وهذه من مفارقات الكتب الصادمة بل التأسيسية، أن الاختلاف مع بعض خلاصاتها وحتى خطوطها التحليلية لا يمنع الإعجاب بها بل الإعجاب الشديد بها. فإيمانويل تود المفكّر والباحث الأنتروبولوجي يدخل في تحليل عميق وشامل لما يعتبره انحطاط الغرب، وخصوصا دوله الرئيسية ، الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، انطلاقا مما كشفته وشكّلته الحرب في أوكرانيا.يعتبر إيمانويل تود أن "موت البروتستانتية" أو "البروتستانتية صفر" التي وصلت إليها أمبراطوريات الغرب من حيث دخولها في مرحلة مابعد الحداثة بعد مرحلة طويلة من "البروتستانتية الزومبي"(الحية الميتة) التي عاشتها المجتمعات الغربية هي أساس الانحطاط الذي تعيشه والذي يجعل الكاتب يعتقد أن الحرب في أوكرانيا ستودي إلى هزيمتها كأمم دول غربية على رأسها الولايات المتحدة.يذهب تود أبعد فيعلن موت الدولة الأمة في فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا (واليابان)، هذه الدولة الأمة كنموذج للأمبراطوريات التي غزت عبرها العالم. ويرد ذلك أساسا إلى انقطاع الصلة بين الصحوة البروتستانتية في القرن السادس عشر التي جاء بها مارتن لوثر في القرن الخامس عشر ثم كالفن والقرن السادس عشر وكانت العقلانية السلوكية وقيم الأخلاق الفردية في المجتمع والعمل أساسَي نهضتها الاقتصادية وتحولها إلى أمم حديثة وخلاقة ( حسب النموذج الويبري: ماكس ويبر).من معالم التراجع الغربي الخضوع الكامل الأوروبي لواشنطن، الذي يذهب إن حد الانتحار كما حصل في الحرب التي شنتها روسيا على اوكرانيا. هو يذهب أن المحور الحالي الذي يدير الحرب ضد الروس في أوكرانيا لم يعد المحور الأميركي الفرنسي الألماني بل استبدلته واشنطن بثلاثي آخر هو المحور الأميركي البريطاني البولوني الذي تتم عبره العمليات الأساسية في أوكرانيا..من تحليل مستوى تراجع الإنتاجية عبر انتقال الولايات المتحدة من التركيز على الإنتاج إلى التركيز على الاستهلاك...