الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

زيارة أمين سر دولة الفاتيكان: من ثوابته تعرفه

المصدر: "النهار"
داود الصايغ
داود الصايغ
Bookmark
البابا فرنسيس في الفاتيكان (أ ف ب).
البابا فرنسيس في الفاتيكان (أ ف ب).
A+ A-
يطلّ علينا بعد أيام أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، وهو أول مسؤولٍ في الكرسي الرسولي بعد البابا. يطلّ علينا، كما في تراث العلاقة التاريخية مع لبنان، حاملاً همّ لبنان، بقدر ما لذلك المركز السامي في العالم من وسائل عمل، أولاها من دون شك ذلك المقام الذي يحتلّه كمرجعيةٍ معنوية أولى، لأن الفاتيكان لا يتصرف على أساس المصالح.ذلك هو مصدر حضوره القوي. لا يريد شيئاً، في الوقت الذي يريد الآخرون كل شيء. ولبنان الأقرب بين الدول ماضياً وحاضراً إلى اهتمامات الكرسي الرسولي، هو اليوم محطّ المصالح. والزائر الفاتيكاني يدرك ذلك تماماً، لأن مسؤولي الفاتيكان هم من أول العارفين بقضايا العالم، ولعلّ هذا هو سر الفاتيكان.ولكن سر الفاتيكان ليس وقفاً على اختصاصيي التاريخ أو تاريخ الكنيسة. يُدرك بعض هذا السر من يتسنى له دخول تلك المباني، حيث يُقيم البابا مع معاونيه... منذ أجيال. إذ ليس هنالك مكانٌ في العالم تعبق فيه رائحة التاريخ مثل ذلك المبنى الشاسع الأرجاء الذي يُطلّ على ساحة القديس بطرس. إذ يطلّ عليك القرن السادس عشر، تاريخ بدء إعمار المباني التي امتدت حتى مطلع القرن السابع عشر مع بناء الكاتدرائية الأشهر في العالم. ولكن ليس التاريخ هو الذي يُطالع الزائر، ولا لوحات ميغيل انجلو وغيره، بل تلك الحياة التي لا تزال تسير على وقع الزمان، من سنة إلى سنة، من جيل إلى جيل، ومن حرب إلى حرب. الفاتيكان اليوم مشغولٌ بحروب اليوم، من أوكرانيا إلى فلسطين... وإلى جنوب لبنان.فالفاتيكان، أو الكرسي الرسولي، الذي لا تتعدى مساحته ٠،٤٤ كلم٢ أو ٤٤ هكتاراً في مدينة روما، وهو بالتالي أصغر دولة في العالم، فضله أو فضل الباباوات المتعاقبين، والبابا الحالي فرنسوا يحمل الرقم ٢٦٦ منذ تاريخ الباباوات كخليفة للقديس بطرس، أنه استمر حاملاً الأمانة.إن رعاية الكنيسة هي القضية الأولى للكرسي الرسولي، إلا أن الفاتيكان يعيش في عالم اليوم. وعالم اليوم كان ولا يزال حافلاً بالصراعات والحروب والمجازر. والفاتيكان ليس له سوى وسائل السلام لوقفها أو للحد من كوارثها. ووسائل السلام أي الدعوة إليه وتشجيع التفاوض والحوار، فضلاً عن إقامة الصلوات مع الجموع المحتشدة في ساحة كنيسة القديس بطرس هي الوسيلة المعروفة للكرسي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم