هل بدأت طبول الحرب تقرع؟ أم أن ذلك يصب في إطار الحرب النفسية والتهويل؟
وهذا ما درجت عليه إسرائيل منذ الستينات والسبعينdات وصولاً إلى اليوم، بمعنى أنها تهدد وتتوعد وتؤكد بأنها ستحول لبنان إلى أرض قاحلة وتعيده إلى العصر الحجري، وسوى ذلك من العبارات التي يطلقها المسؤولون الإسرائيليون، وتترافق مع إجراءات وقائية وتدابير إحترازية تقوم بها بعض الدول من خلال إجلاء رعاياها. الأمر الذي قامت به الكويت في سابقة يشير اليها مرجع سياسي بارز بأنها الأبرز بعدما أرسلت طائرة كويتية لإجلاء ما تبقى من الرعايا، وكان هناك حزم وحسم من الخارجية الكويتية لترحيل كل رعاياها من لبنان، وفي أقرب فرصة ممكنة، والأمر عينه انسحب على الكنديين ودول أخرى، وسط ترقب ماذا ستقدم عليه بعض دول الخليج بعد تجديد التنبيه السعودي للرعايا السعوديين.
لذلك هذه المخاوف تؤكد بأن ثمة شيئاً ما قد يحصل، وربما وفق سفير لبناني سابق في واشنطن، قد تقوم إسرائيل بضربة عاجلة أو عدوان كبير يكون "إبن ساعته" ويستمر لأيام معدودة، ولو أن الاجتياح البري غير وارد حتى الليطاني، لأن حزب الله لديه القوة بأن يصد الهجوم وربما يصل إلى المستعمرات الإسرائيلية، ما يعني أن الأمور تتفلت شيئاً فشيئاً. وثمة تساؤلات حول الزيارة الضبابية التي قام بها الموفد الأميركي ٱموس هوكشتاين إلى تل أبيب، ومن ثم لم يعد إلى بيروت، ما ترك حيرة لدى البعض، وقيل ن زيارته كانت فاشلة ولم يحمل معه من إسرائيل أي إيجابيات يمكن البناء عليها . إنما وفق المعلومات التي يشير إليها أحد الذين لهم تواصل مع الموفد الأميركي، بأنه يجري اتصالاته مع المعنيين من تل أبيب إلى بيروت، وقد يتوجه إلى إسرائيل في أقرب وقت إذا وصلت الأمور إلى مرحلة شديدة الخطورة.
في سياق متصل، يقول النائب اللواء أشرف ريفي لـ"النهار" ، "إن إسرائيل دولة عدوة تاريخياً، وإننا إلى جانب القضية الفلسطينية التي كانت ولا زالت قضيتنا المركزية ونقف إلى جانبها، ونحن في لبنان لم نقصر يوماً تجاه الفلسطينيين في كل الحقبات والمراحل، وبالتالي ندعم أهلنا في غزة، ونقف إلى جانبهم وندين العدوان الإسرائيلي، حيث يسطر الأبطال في الداخل الفلسطيني بطولات في مواجهة العدو الإسرائيلي"، لكن يستطرد النائب ريفي ويقول، "لن نسمح بأن يتحول لبنان ساحة ومنصة من أجل المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة وسوى ذلك فوق الطاولة وتحتها، ونحن ندفع ثمن حروب الآخرين على أرضنا، لدوافع وأسباب باتت معروفة، يدركها القاصي والداني. من هذا المنطلق، نتمسك بسيادة هذا البلد، فالقرار أولاً وأخيراً للجيش اللبناني، القادر على أن يحمي الحدود والوطن، وله تجارب وبطولات في الجرود، حيث واجه الإرهابيين، لذلك، ما يحصل اليوم يدمر ما تبقى من البلد، وخصوصاً أننا في شغور رئاسي وغياب المؤسسات ومرافق الدولة، والناس تعيش معاناة إقتصادية واجتماعية، وعلى أبواب موسم الصيف، وهذا ما ننتظره ونترقبه في كل المناطق اللبنانية، وفي مدينة طرابلس التي تعول على هذا الموسم من أجل حصول حركة ودورة إقتصادية متكاملة، فكفانا مهاترات وضحك على الذقون".
ويخلص النائب ريفي بالقول: "بصراحة أتوقع الأسوأ في هذه المرحلة، فقد تُقدم إسرائيل على عدوان كبير، وفي الوقت عينه الأمور تحت سقف المفاوضات، كما أشرت بين طهران والولايات المتحدة من غزة إلى الجنوب، إنما الساحة اللبنانية من يدفع الفواتير الباهظة على كل المستويات السياسية والاقتصادية، في وقت نحنا أحوج اليوم إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة إصلاحية لنتلقى الدعم من الدول الصديقة والشقيقة، حيث دول الخليج لم يسبق لها أن تخلت عن لبنان، بل كانت إلى جانبه في السراء والضراء، فنحن بحاجة إلى عملية إصلاحية وانتظام عمل المؤسسات، وإلا البلد ذاهب إلى مكان لا تُحمد عقباه إذا بقيت الأوضاع على ما هي عليه".