الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

ما هي الخفايا وراء الغارات الاسرائيلية على هدف عدلون؟

المصدر: "النهار"
ابراهيم بيرم
ابراهيم بيرم
الدمار الذي خلّفته الغارة على عدلون (تليغرام)
الدمار الذي خلّفته الغارة على عدلون (تليغرام)
A+ A-
 
كانت ليلة أمس وفق العديد من الشواهد والأدلة، حامية فوق مستوى العادة بل كانت باعثة على موجة من الرعب، في عمق الجنوب الساحلي.
اذ ان الطيران الحربي الاسرائيلي لم يغادر سماء المنطقة الممتدة من حدود القطاع الغربي وصولا الى تخوم صيدا وقراها، بما فيها ما يعرف بمنطقة الزهراني، وقد كان عبارة عن قصف مركز انتقى في بعض الأحيان، هدفاً في خراج بلدة عدلون الساحلية، واختار الإسرائيلي أن يصفه بأنّه أحد مخازن الأسلحة والذخيرة العائدة لـ"حزب الله" .
 
ومما زاد مساحة الترهيب أنّ شظايا هذا الهدف الواقع عملياً في إحدى بساتين الموز، قد توزعت وطاولت قرى وبلدات وطرق رئيسة بعيدة عن الهدف نفسه .
واللافت في الامر أن الاغارات الاسرائيلية الجدية ( القصف ) والترهيبية ( خرق جدار الصوت والتحليق على مرتفعات مخفوضة ) ظلت متواصلة لما يقارب الساعات الخمس ما خلق موجة من الترهيب، زادها حدة قطع أوتوستراد صور – صيدا عند نقطة عدلون وأبو الأسود، مرفقة بموجات تحذير لأهالي العديد من القرى المجاورة بالبقاء في منازلهم وأخذ جانب الحيطة والحذر. فضلاً عن استنفار واسع وانتشار لمجموعات من الحزب مقاتلة ومساندة تحسباً لعمليات انزال .
 
وعلى جاري عادته ضرب "حزب الله" ستارا من الكتمان حول النتائج التي خلفتها الاغارة على هدف سهل عدلون ، وهو في حين لم ينف ولم يؤكد المزاعم الاسرائيلية عن ان الهدف المستهدف هو مخزن ذخيرة خصوصا ان المنطقة المستهدفة يصعب الوصول اليها كونها نائية نسبيا ، فان الحزب نعى في اليوم التالي عنصرا من دون ان يذكر مكان سقوطه او على الاقل ينفي سردية مفادها انه سقط في غارة عدلون .
ومهما كان الامر فانه يمكن الاستنتاج استنادا الى الرواية الاسرائيلية الوحيدة ، ان اسرائيل نجحت للمرة الاولى منذ بداية المواجهات عند الحدود في 8 تشرين الاول الماضي ، في ضرب احد مخازن الذخيرة العائدة للحزب ، علما ان الحزب كان يتباهى بقدرته على اخفاء مخازن ذخيرته وتوزيعها بطريقة مموهة تضمن انتشارها على كل الجغرافية الجنوبية لتكون بمتناول المقاتلين عند احتدام المواجهات.
 
ويقر الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد الدكتور امين حطيط ان ما سجل ليل امس في البقعة الجغرافية بين الحدود وصيدا "غير مسبوق الى حد ما خصوصا لجهة مناخات الترهيب التي تعمدت اسرائيل اشاعتها او لجهة مدة الاغارات على نوعيها" ويعزو ذلك الى ان القيادة الاسرائيلية كانت تحتاج الى مثل هذا الفعل في هذا التوقيت لكي يمكن لها الرد على موجة كلام برزت في وجهها من الداخل الاسرائيلي في الساعات الاخيرة ، وتحديدا في اعقاب الغارة الاسرائيلية على ميناء الحديدة في اليمن .
 
فعلى الاثر ، يستطرد حطيط ، "سرى كلام هو اقرب الى الاعتراض والانتقاد فحواه ان مسيرة واحدة سقطت لمرة واحدة على تل ابيب مصدرها اليمن سرعان ما دفعت بالقيادة الاسرائيلية الى ارسال سرب من الطائرات قاطعة مسافة تتجاوز ال 2200كيلومتر لتقصف ميناء الحديدة ، فيما ان هذه القيادة عينها تبدو عاجزة او ضعيفة جدا امام الاف المسيرات والصواريخ والقذائف التي يرسلها حزب الله يوميا ومنذ تسعة شهور نحو الشمال الاسرائيلي مجبراً سكّان 17 مستوطنة على النزوح منها هرباً منذ شهور" .
 
"وعليه ، يضيف حطيط ، فجرت المسيرة من اليمن مرة واحدة كل التناقضات التي تعتمل في المجتمع الاسرائيلي .لذا وجدت القيادة الاسرائيلية المنهكة والمربكة نفسها امام تحد اخر ، فكان ان لجأت الى هذه المناخات التصعيدية – الترهيبية باتجاه الجنوب وهي ارادت من خلالها ان توحي بانها لم تفقد بعد زمام المبادرة والتحكم ".
 
ورداً على سؤال قال حطيط "في تقديري أنّ الاسرائيلي بهذا الفعل الجنوني قد أخطا التقدير والحساب، لأنّ حزب الله ليس من النوع الذي يتخلّف عن الرد المناسب بناء على اعتبارين:
الأوّل أنّ الحزب تعهد بذلك والتزم به منذ البداية لادراكه اهمية الا يترك المبادرة للحظة واحدة بيد العدو .
 
الثاني أنّ الحزب تعهد توسيع مديات المعركة كلما استشعر ان العدو قد تخطى القواعد المالوفة .وهو نفذ هذا التعهد الذي ورد اساسا على لسان سيده عبر ارساء اسس معادلة عملانية .لذا فان استنتاجنا ان رد الحزب سيكون خلال 72ساعة كحد اقصى" .
 
ولكن هل هذا يعني ان يتعين انتظار مرحلة مختلفة من المواجهات والتصعيد الذي من شانه ان يعزز موجة المخاوف من اتساع المواجهات وصولا الى مواجهة البلا ضوابط وبلا سقوف ؟
 
يجيب حطيط "أن الذي خبرناه من الأداء الميداني للحزب حتى اليوم ادارته الدقيقة للمواجهة فهو لايترك الامور خارج نطاق السيطرة والتحكم .وهو كان يعتمد نهج الرد المباشر على كل اعتداءت العدو لكنه في الوقت عينه يحرص من جانبه على الا تنزلق الامور نحو الحرب الواسعة وهي براينا ادارة حكيمة متوازنة" .
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم