الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

قراءة في ثلاثة كتب حول "نهاية الغرب": لا لن يموت الغرب

المصدر: "النهار"
جهاد الزين
جهاد الزين
Bookmark
كتاب غسان سلامة.
كتاب غسان سلامة.
A+ A-
إذا كان ان الباحث الأنتروبولوجي الفرنسي إيمانويل تود يجهد في تحديد مصادر بحثية لتخدم فكرته عن انحدار الغرب الأميركي والأوروبي (ومن ضمنه الياباني) بل فكرته عن هزيمة الغرب في التغيرات العميقة التي تطرأ على العالم فيلجأ إلى الدين والجيوبوليتيك والجامعات والاقتصاد والعسكر وتحولات النخبة الإثنية والثقافية والعلمية لكي يدافع عن نظريته ب "هزيمة الغرب" التي كشَفَتْها برأيه الحرب الأوكرانية،فإن الصحافي روس دوثات المعلق في صحيفة "النيويورك تايمز" يناقش فكرة "الانحطاط" نفسها ويبدو أقل حدةً من إيمانويل تود في تفسيرها بل حتى فإن الانحطاط الأميركي الذي يرصده هو أقرب إلى مفهوم التكرار والركود وغياب الخلق الإبداعي منه إلى الانحطاط بكل الهول الحضاري السلبي الذي تحمله كلمة انحطاط.  مع أنني استفدتُ كثيراً من كتاب تود الحامل لعنوان "هزيمة الغرب" ومن كتاب دوثات في ترجمته الفرنسية : "مرحباً في الانحطاط - عندمايصبح الغرب ضحية نجاحه" ( العنوان بالإنكليزية : مجتمع منحط - عندما نصبح ضحايا نجاحنا)، فإن هذين الكتابين الصادِرَيْن الأول العام 2024 والثاني العام 2020 بالإنكليزية والعام 2024 بالفرنسية, فيما همًا يستكشفان فكرة تراجع الغرب أو ضعفه, ينهج الأول نحو إجابات صارمة لعل أكثرها مجازفةً هي فكرة موت الدين أو "البروتستانتية صفر" ( راجع مراجعتي لكتاب تود في صفحة "قضايا النهار" 11-5- 2024)، وينهج الكتاب الثاني (دوثات) نحو إجابات ملتبسة الحسم بل تكاد تكون، بعضها، من المخيلة السياسية والثقافية. فهو يصل إلى التساؤل عما إذا كان تحوّلُ أوروبا إلى الإسلام وتحوّلُ الصين إلى المسيحية احتمالَيْن واردَيْن في القرن الحادي والعشرين؟!! منذ الثمانينات من القرن المنصرم، بحدود متابعتي، بل لا شك قبل ذلك، يدور نقاش حول مستقبل أميركا صعودا أو هبوطاً وكان كلا الفريقين المبشر باستمرار الصعود والمبشِّر بالهبوط يضمان أسماء مهمة مع هذا الاتجاه أو ذاك، حتى جاء سقوط الاتحاد السوفياتي السريع والمفاجئ ليفتح نقاشا لم يهدأ بعد حول مستقبل الغرب برمته. والراغب برصد دقيق لأبرز الآراء في هذا النقاش الذي لم يتوقّف، يمكن اعتبار كتاب غسان سلامة "عندما تعيد أميركا صناعة العالم" مرجعا دقيقا لكل التيارات والآراء المتعلقة بالسجال حول مستقبل الولايات المتحدة الأميركية في التسعينات من القرن المنصرم ونصف العشرية الأولى من القرن الحالي، رغم أنه صادر عام 2005. وقد مضت على صدوره حوالي عشرين سنة. وهو كتاب مُصاغ بعقل وأنامل عالم سياسةٍ وجيوبوليتيك يصلح من وجهة نظري أن يكون كتابا توثيقيا وأكاديميًا يعتمده طلاب الدراسات العليا والدكتوراه في العلاقات الدولية في الجامعات، أكثر مما هو كتاب حامل لوجهة نظر نقدية من موقع...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم