إعلان بيكين وزيارة واشنطن

الإعلان عن اتفاق بكين للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية يأتي في وقته، فيما باتت حرب غزّة في مراحلها الأخيرة. فزيارة بنيامين نتنياهو لواشنطن توحي كأن رئيس حكومة إسرائيل يسعى من خلالها إلى قبض ثمن باهظ لالتزام حكومته بالضوابط والحدود الأميركية لحرب غزّة. لكن ما هي غاية الاتّفاق الفلسطيني الفلسطيني الجديد؟ إن كانت الغاية هي تشكيل إدارة محلية لإدارة قطاع غزّة بعد الحرب فهذا مهمّ بعض الشيء وهو يحلّ مشكلة أميركا وإسرائيل الباحثتين عن طريقة مقبولة منهما لإدارة القطاع في المرحلة القادمة، ولكنه لا يحلّ مشكلة الفلسطينيين رغم الثمن الباهظ الذي تكبّدوه. ما يفيد الفلسطينيين هو اتّفاق عميق بين فتح وحماس على توحيد الأهداف والوسائل المتعلّقة بإقامة الدولة الفلسطينية وتحقيق الطموح الوطني المشروع لشعب فلسطين، فلا تبقى فتحُ لاهثة وراء مكاسب هزيلة من أميركا وإسرائيل لتعزيز السلطة التي انبثقت من اتّفاق أوسلو، ولا تبقى حماس مجرد قوّة اعتراض على كل الحلول المطروحة للقضية الفلسطينية، بما لا يخدم إلا استراتيجية...