هل حقّق نتنياهو أهدافه من زيارته واشنطن وخطابه في الكونغرس؟

لم يكن هدف بنيامين نتنياهو من زيارته الأخيرة لواشنطن تعزيز علاقة بلاده بالولايات المتحدة بعد اختلافاته مع رئيسها جو بايدن حول مسار حربه على قطاع غزة انتقاماً لـ"شهداء" بلاده الكثيرين الذين سقطوا على أيدي "حماس" في أثناء تنفيذها "الناجح" لعملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الماضي. فهذه العلاقة بدأت مع نشوء إسرائيل وقيام دولتها عام 1948، وتمتّنت ثم صارت استثنائية بعد نجاح الولايات المتحدة في خلافة الدول الكبرى في النصف الأول من القرن الماضي على زعامة العالم أو على الأقل معظمه، كما بعد نجاحها في تحويل هذه الدولة "ولاية" غير رسمية في اتحادها الفيديرالي مهمتها أن تكون قاعدة عسكرية متقدمة لها في الشرق الأوسط وقلبه العالم العربي، ودولة حديثة قادرة على حماية نفسها ومصالح أميركا من الطموحات الوطنية والقومية للشعوب العربية، ومن تهديد المواقع التي أسّسها في المنطقة منافسوها وفي غير مكان من العالم وفي مقدمهم الاتحاد السوفياتي. بل كان هدفه أي نتنياهو بعد التهديد الجدّي والفعلي الأول من العرب وتحديداً من الفلسطينيين واللبنانيين أو بعضهم لقوة بلاده ولتمدّدها السياسي والاقتصادي في المنطقة، وبعد منع جيش بلاده الذي، خلال عشرة أشهر حتى الآن قابلة للتمدّد، من الانتقام من "حماس"...