كيف يقرأ "حزب الله " دلالات مواجهات ساعات الفجر؟

سواء كانت سردية تل أبيب عن صبح المواجهات أمس على كل جبهات الجنوب، وفحواها أن إسرائيل قد نجحت في إحباط هجوم استباقي عالي الوتيرة كان "حزب الله" قد أعد العدة له انتقاما وثأرا لسقوط رئيس أركان مقاومته فؤاد شكر مطلع الشهر الحالي هي الأرجح، أو أن رواية الحزب عن نجاحه في تنفيذ هجوم في العمق الإسرائيلي أعد له، وأن كل "العربدة" الإسرائيلية كانت من موقع رد الفعل على فعله الانتقامي ليس إلا، وأن سردية تل أبيب زائفة ولا تعدو كونها "ادعاءات فارغة تتلطى بها"، بحسب ما ورد في أحد بيانات الحزب، فالثابت في المشهد الجنوبي الذي التهب في الساعات القليلة الماضية أن ثمة مرحلة تتسم بمواصفات جديدة من المواجهات أراد طرفا الصراع أن يرسخا انطباعا بأنهما قد عزما على الانتقال إلى مربعها.بوادر الانتقال إلى هذه المرحلة بدأت منذ مطلع شهر آب الجاري، وتحديدا عندما نجحت الطائرات الإسرائيلية في اغتيال القائد الميداني للحزب في عمق الضاحية الجنوبية وما أعقبه من اغتيال رئيس حركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران.وعلى رغم اختلاف الخبراء والراصدين حول ما إذا كانت هذه المرحلة هي الثانية أو الثالثة، فإن الجلي أنها تشي بأمر أساسي هو أن طرفي الصراع قد أصيبا بضيق من قيود المرحلة الأولى التي استنفدت أغراضها، وصارت المراوحة في نطاقها أمرا مزعجا ومكلفا، خصوصا بعدما استحالت حرب استنزاف حقيقية بدت بلا أفق، وفرص الحسم فيها تبدو معدومة لكلا...