الإثنين - 16 أيلول 2024
close menu

إعلان

وجه الضياء في أنظمة العتمة

المصدر: "النهار"
داود الصايغ
داود الصايغ
Bookmark
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
في ستينيات القرن الماضي كان الشيخ بيار الجميل مؤسـس حزب الكتائب اللبنانية، يقف في مجلس النواب قائلاً: "عندما يتم فصل مفهوم القومية عن الدين، يكون لنا كلامٌ آخر في موضوع الانتماء القومي للبنان".يومذاك لم يكن بعد قد مضى أكثر من عشرين عاماً على بيان الرئيس رياض الصلح الاستقلالي في مجلس النواب، والذي جاء فيه من بين ما جاء: "(...) فلبنان ذو وجه عربي يستسيغ الخير العام من حضارة الغرب(...)".وبقيت المادة الحادية عشرة من الدستور حتى اليوم، معترفة باللغة الفرنسية كما جاءت في تعديلات ١٩٤٣: "اللغة العربية هي اللغة الوطنية الرسمية. أما اللغة الإفرنسية فتحدد الأحوال التي تستعمل فيها بموجب قانون(...)". ولم تتناولها التعديلات اللاحقة.لم يخرج لبنان مكتمل العروبة إلا مع الدستور المنبثق من اتفاق الطائف الذي جاء في الفقرة الثانية من مقدمته: "لبنان عربي الهوية والانتماء، وهو عضو مؤسـس وعامل في جامعة الدول العربية وملتزم مواثيقها، كما هو عضو مؤسـس وعامل في منظمة الأمم المتحدة وملتزم مواثيقها والإعلان العالمي لحقوق الانسان (...)".فالدستور المعدل هذا حسم موضوعين شديدي الأهمية رافقا المرحلة الاستقلالية وسنوات الحروب، هما الوحدة والعروبة.ولكن التاريخ لا ينسى، وإن تناساه البعض. لم يأتِ كلام الرئيس الاستقلالي رياض الصلح من فراغ يومذاك، ولبنان خارج لتوه من عهد الانتداب، والجيش الفرنسي كان لا يزال فيه، وسط موجاتٍ من الصراعات الإقليمية المعقدة التي جعلت الجنرال شارل ديغول يقول قبل سنة من ذلك وهو آت إلى بيروت للمرة الثانية عام ١٩٤٢، كما كتب في مذكراته لاحقا: "صوب هذا الشرق المعقد أنا أجيء بأفكار واضحة".كان لبنان عربي الوجه، وكان رياض الصلح يعرف ماذا يقول في بيانه الاستقلالي الأول في أيلول ١٩٤٣. فالمهم هو تثبيت الاستقلال، وتنظيم العلاقة مع الدول العربية، وسوريا لم...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم