النهار

تذكّرني هذه الليلة... يذكّرني هذا المشهد
الوضع مقلق في لبنان ليل الجمعة السبت. مناصرو "حزب الله" قلقون على حياة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وخصوم الحزب قلقون من تطورات الوضع وتفلته، خصوصاً اذا قررت ايران الردّ على العملية الارهابية التي نفذتها اسرائيل عصر الجمعة على الضاحية الجنوبية لبيروت، والذي يمكن ان يستجرّ حرباً اقليمية واسعة وكبيرة العواقب.
تذكّرني هذه الليلة... يذكّرني هذا المشهد
غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية
A+   A-
الوضع مقلق في لبنان ليل الجمعة السبت. مناصرو "حزب الله" قلقون على حياة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وخصوم الحزب قلقون من تطورات الوضع وتفلته، خصوصاً اذا قررت ايران الردّ على العملية الارهابية التي نفذتها اسرائيل عصر الجمعة على الضاحية الجنوبية لبيروت، والذي يمكن ان يستجرّ حرباً اقليمية واسعة وكبيرة العواقب. 
 
الصمت المريب ليل امس، والتناقض في التصريحات، والتعليقات الايرانية خصوصا، اعادتني بالذكرى الى العام 1982، في 14 ايلول، عندما وقع انفجار كبير في بيت الكتائب اللبنانية في الاشرفية، مستهدفاً الرئيس بشير الجميل. 
 
في تلك الأمسية، ساد صمت مريب، وسرت شائعات، وتصريحات غير رسمية، عن العثور عليه مصاباً ونقله الى احد المستشفيات القريبة وسط طوق امني كبير. وذهب بعضهم الى اشاعة ان طائرة هليكوبتر حطت في المكان ونقلته الى مكان آمن، راوحت التقديرات بين بكفيا، وقصر بعبدا، وصولاً الى اسرائيل. في الصباح الباكر كان الخبر الصعب بسقوطه شهيداً. 
 
اما المشهد، مشهد الدمار والخراب، وتلك الابنية التي سوّيت بالأرض، فأعادت الى الذاكرة ساحة السان جورج، حيث تم اغتيال الرئيس رفيق الحريري، في 14 شباط 2005، عندما عمّ المنطقة خراب كبير، من شدة الانفجار وقوة المواد المستعملة في جريمة الاغتيال والتي بقيت تفاصيلها عصيّة على الفهم والتفسير الى يومنا هذا، رغم صدور قرار مبهم عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. 
 
والمشهد ذاته، امس في الضاحية الجنوبية لبيروت، ايقظ فيّ وجع انفجار مرفأ بيروت في 4 اب العام 2020، حيث عمّ ايضا خراب كبير، لا تزال مسببات الانفجار، المتعمّد ربما، غامضة حتى تاريخه، بسبب امتناع المسؤولين السياسيين والامنيين في لبنان، عن الخضوع للقانون والمثول امام قاضي التحقيق. وتأتي العرقلة على رغم اتهام عدد من هؤلاء اسرائيل بالوقوف وراء جريمة تفجير المرفأ. لكنهم عطلوا التحقيق، بما يمكن القول انه يخدم اسرائيل. 
 
المشاهد، الوقائع، تتكرر. الناس يموتون، بل يقتلون، والتاريخ يعيد نفسه بتفاصيل مختلفة في الشكل ليس اكثر.  هذه الليلة، هذه المشاهد، توقظ الذكريات المؤلمة في بلد بات يدمن الموت ويحتفل به شهادة. 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium