أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، أمس الأربعاء، أنّها صنّفت مدينة أوديسا الأوكرانية، وهي مدينة ساحلية استراتيجية على ساحل البحر الأسود، كموقع للتراث العالمي في خطر.
وندّدت روسيا، التي غزت أوكرانيا قبل 11 شهراً، بهذا التصنيف، قائلة إنّ التهديد الوحيد لأوديسا يأتي من "النظام القومي في أوكرانيا".
واعتبرت مساء الأربعاء أنّ إدراج الوسط التاريخي لمدينة أوديسا الأوكرانية على لائحة اليونسكو للتراث العالمي المعرّض للخطر هو قرار "سياسي".
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إنّ "مجموعة من الدول المنتمية إلى "الغرب الجماعي"، بمساعدة فاضحة من أمانة اليونسكو التي فقدت حيادها، مرّرت على عجل قراراً سياسياً" بإدراج الوسط التاريخي للمدينة المطلّة على البحر الأسود على هذه القائمة.
يهدف هذا الوضع، الذي منحه اجتماع لجنة "اليونيسكو" في باريس، إلى المساعدة في حماية التراث الثقافي لأوديسا، الذي يتعرض للتهديد منذ الغزو الروسي، وتمكين الحصول على المساعدات المالية والتقنية الدولية.
وتعرّضت أوديسا للقصف عدة مرات من قبل روسيا منذ غزوها لأوكرانيا في 24 شباط 2022.
وفي تموز 2022، تم تدمير جزء من السقف الزجاجي الكبير والنوافذ لمتحف أوديسا للفنون الجميلة، الذي تم افتتاحه في عام 1899.
وقالت المديرة العامة لـ"اليونيسكو" أودري أزولاي، في بيان، إنّ أوديسا "مدينة حرة، مدينة عالمية، ميناء أسطوري" تركت بصماتها على السينما والأدب والفنون.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنّ القرار "سيساعدنا في حماية أوديسا... روسيا غير قادرة على الدفاع عن أي شيء آخر غير الإرهاب والضربات".
وفي وقت سابق أمس الأربعاء، أدرجت "اليونيسكو" معالم مملكة سبأ القديمة ومأرب في اليمن و"معرض رشيد كرامي الدولي" في طرابلس على قائمة مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية أنه لا خلاف على قرار الاحتفاء بإرث أوديسا وحمايته.
وقالت في بيان: "لكن هذا يتطلّب توضيحاً بأنّ التهديد الوحيد لتاريخ المدينة الغني ينبع من النظام القومي الأوكراني الذي يدمّر بشكل منهجي آثار مؤسسي أوديسا والمدافعين عنها".
واستشهدت على وجه الخصوص بنصب تذكاري للإمبراطورة الروسية كاترين العظمى، التي تشتهر على نطاق واسع بأنها مؤسسة المدينة، تم تفكيكه بأمر من سلطات المدينة العام الماضي.
واستغرقت مناقشة "اليونيسكو" حول أوديسا ساعات حيث حاولت روسيا دون جدوى تأجيل التصويت.
تأسّست أوديسا في السنوات الأخيرة من القرن الثامن عشر، بالقرب من موقع حصن عثماني تم الاستيلاء عليه، وأتاح لها موقعها على شواطئ البحر الأسود أن تصبح واحدة من أهم الموانئ في الإمبراطورية الروسية.
جلبت مكانتها كمركز تجاري ثروة كبيرة وجعلتها واحدة من أكثر المدن عالمية في أوروبا الشرقية.
تشمل المواقع التاريخية الأكثر شهرة في المدينة دار الأوبرا، التي أصبحت رمزاً للصمود عندما أعيد افتتاحها في حزيران 2022، والدرج العملاق المؤدي إلى المرفأ، والذي خلد في فيلم سيرغي أيزنشتاين الصامت عام 1925 "المدمّرة بوتمكين" (باتلشيب بوتمكين).