النهار

"شمس المعارف": شغف السينما في بلاد محافظة (فيديو)
هوفيك حبشيان
المصدر: "النهار"
"شمس المعارف": شغف السينما في بلاد محافظة (فيديو)
"شمس المعارف" لفارس قدس.
A+   A-
"شمس المعارف" للمخرج السعودي فارس قدس، من الأفلام السعودية التي اكتشفناها في الدورة الأخيرة من مهرجان مالمو السينمائي (4 - 9 أيار). ضمّ المهرجان السويدي المتخصّص بالسينما العربية هذا الفيلم إلى برنامجه، بالرغم من أنّه كان يُعرض على "نتفليكس" بالتزامن مع عرضه في مالمو، ولم يبالِ بحقيقة أنّ عروضه كانت انطلقت في الصالات السعودية في صيف عام 2020 فالتحية التي أُلقيت في بلاد إنغمار برغمان على السينما السعودية الناشئة، أتاحت هذا العرض، كما أتاحت لنا فرصة لقاء المخرج الشاب الذي حدّثنا عن أهمية هذا الفيلم بالنسبة إلى أبناء جيله من "السينيفيليين" الذين عانوا من غياب صالات السينما في وطنهم.



حكاية الفيلم بسيطة ومعقّدة في آن واحد: إنّها عن طالب (حسام) في عامه الدراسيّ الثانويّ الأخير، يحاول إخراج فيلم رعب خالٍ من أيّ موازنة، بمساعدة صديقه وعدوّهما السابق ومعلّمه، وهذا بعد أن يتخلّى عن دراسته ويطارد حلمه. إلّا أنّ المشروع سيواجه العديد من الصعوبات والمطبّات، خصوصاً تلك العراقيل التي ستأتيه من داخل المؤسسة التعليمية. الحكاية والشخصيات بسيطة، سعودية في أدقّ تفاصيلها، وهي حتماً تقول شيئاً عن المجتمع السعودي الذي يحاول النهوض والانفتاح على العالم واللحاق بقطار الحداثة، لكنّ الأحداث المتلاحقة والمتسارعة تقحمنا في الكثير من المفارقات والتطوّرات الدرامية التي ستجرّنا من حالة إلى حالة، فيها الكثير من الكوميديا والسخرية والتلميحات الذكية.



تتموضع أحداث الفيلم في مطلع العقد الماضي، عندما كانت صناعة السينما في السعودية حلماً بعيد المنال، رغم أنّ البدايات الحقيقية لتلك السينما تعود إلى مطلع الألفية، لكن كلّ جيل في العالم العربيّ يحاول البدء من الصفر ويفرض نفسه كجيل الرواد، وهذا ما يحدث عندما يغيب التراكم. ولكن دعونا لا ننسى رغم ذلك أنّ السينما هي قبل أيّ شيء عروض وصالات، وهذا ما كانت تفتقر إليه المملكة في تلك الفترة. ما يُعرف بـ"صنّاع محتوى اليوتيوب"، كانوا بدلاء للسينمائيين. حالة انتشرت بين الشباب السعودي الذي كان يتوق إلى التعبير بكلّ الأساليب. هذه الظاهرة التي شكّلت متنفّساً في السعودية ينطلق منها الفيلم ليمضي بنا إلى الشاشة الكبيرة التي تجسّد الحلم الأسمى والمغامرة الأجمل.



ضمن هذه الأجواء المليئة بالمعوقات الاجتماعية والسلطوية والاقتصادية، يحاول حسام، هذا "السينيفيلي" الذي لا يتأخّر عن عرض ثقافته السينمائية، إنجاز فيلم، فنراه يخترق عدداً من المحظورات في بلاد تعتبر ما يفعله ضرباً من الجنون، بالاضافة إلى الظروف العائلية التي تفرض عليه أن يبقى في إطار الطموحات المقبولة. أمّا إرضاء والديه فمن الأولويّات، وخصوصاً أمّه التي تتابعه عن كثب، وتحذّره باستمرار من أن يضيع مستقبله فيتحوّل نتيجة فشله حارساً في مركز للتسوّق.



"شمس المعارف" فيلم عن شغف السينما في بلاد محافظة، يحاول أبناؤها إيجاد الحلول البديلة لتكريس هذا الفنّ، متحايلين على واقع ينقله فارس قدس بخفّة دم ودعابة قد تكون سعودية بعض الشيء لتصلنا بالكامل، وذلك على الرغم من بعض الإطالة والتكرار اللذين يشوبان العمل. بيد أنّ معاناة المُشاهد أمام الإطالة والتكرار ليست بشيء قياساً بما نراه من معاناة عند جيل الإنترنت السعوديّ الذي انتقل إلى السينما، وهو يحاول إقناع المجتمع بأهميّتها فنّاً وترفيهاً.



مقابلة "النهار" مع فارس قدس.
 
 


 

اقرأ في النهار Premium