النهار

هدى النعماني الحالمة السماوية بين نيران الجحيم أصبحت في رفقة العزّة الإلهية
المصدر: "النهار"
هدى النعماني الحالمة السماوية بين نيران الجحيم أصبحت في رفقة العزّة الإلهية
A+   A-
توفيت حبيبة الذات الإلهيّة، نقطة الوجد في دائرة الحبّ الأسمى، الجالسة الآن في لدن سدرة المنتهى، تحت أيدي العشّاق والملائكة، على مقربةٍ من السماء السابعة، وعند تخومها، الشاعرة والرسّامة والمتصوّفة والإنسانة اللائقة الطيّبة الشفّافة الكريمة العالية الصديقة الصادقة الصدوقة، هدى النعماني (1930- 2020).

هذه الشاعرة التي ولدت في عائلةٍ دمشقية معطّرةٍ بالإسلام المتصوّف، وعاشت في بيروت الكوزموبوليتية، الثقافية والإنسانيّة، وجمعت في ذاتها إرث الماضي والتوق إلى العيش في الحاضر والمستقبل، يصعب التفريق بينها وبين مرايا العزّة الإلهيّة، هي التي انخرطت انخراطًا مهيبًا في تتبّع دروب الوجد والعشق والذوبان، وفي تجميع الشهقات والعطور واللمسات والأنسام وشذى الكلمات وظلالها، التي تبثّها يد الله في الكائنات والأمكنة والمشاعر، وتحييها، كما تحيا العظام وهي رميم.
 
 
 
عاشت هدى النعماني امرأةً وشاعرةً وفنّانةً ومثقّفةً وصاحبةَ اجتهاد، سيّدةً وحرّةً، تسافر في الكتب والمخطوطات والناس والهواجس والتأملات والخواطر، حاملةً في وجدانها وتعبيراتها ما تحمله كلّ روحٍ باحثةٍ عن أنوثة الخلق، فكانت إناءً طيّبًا للكلمات، صديقةً لجريدة "النهار"، وبيتًا مفتوحًا للشعراء والأدباء والكتّاب والمفكّرين والأصدقاء.

من كتبها "لك" (1970)، "أصابعي... لا" (1971)، "الرؤية على العرش" (1989)، "هدى أنا الحق"(1991)، "كتاب الوجد والتواجد"(1998)، "العديد من الشفاه لديك الراعي، الكثير من الايدي"(2001)، "نقطة على الهاء".

قال فيها نزار قبّاني: "بكلمتين فقط بكلمتي النقطة والدائرة تحكي وتختصر هدى الأنوثة برمتها"، وقال فيها أنسي الحاج "أيتها الحالمة السماوية بين نيران الجحيم، هدى الحق الجميل والجنون... الأجمل"، وقال فيها شوقي أبي شقرا: "في سلوك الدرب الصاعدة إلى المنتهى والقريب الأقرب إلى نقطة هناك من عوسجة ملتهبة إلى إبريق الحياة وطمر الفضة والخطو على البرق".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium