النهار

فسيفساء الأماكن (49): الحياة زوادة خفيفة على ظهري
المصدر: "النهار"
فسيفساء الأماكن (49): الحياة زوادة خفيفة على ظهري
فسيفساء الأماكن.
A+   A-
رامي يمّين

أمرُّ في بيروت وأتأكّدُ من غُربتي؛ إنّها حقيقيّة. يعيشُ مَن مثلي دونَ منازل، فلا يَمحي منزلُ اليوم ذكرى منازلَ الأمس.

‏بين الأمسِ واليوم، ليلٌ لا يُحتسَب. وبين المنزلِ والمنزل، طريقٌ لا يسكنُه إلا المسافر. أنا الليل إذاً وأنا الطريق، أحملُ حياتي زوّادةً خفيفةً على ظهري.

***
إفعلْ ما تحتاجُه لِتُبقيَ على انبهاركَ بذاتك. كلّ حياتك، كلّها، هي لخدمةِ الرواية التي أردتَ كتابتَها عندما نظرتَ إلى السماء وتمنّيتَ لو أنّك أوسعَ منها.

***
في مطلع العشرينات، كنتُ أعتقدُ أنّ الشجاعة هي بأنْ أُشرّعَ أبوابَ الأسئلة الكبرى. وربّما، كانت تلك هي الشجاعة.

‏أمّا اليوم، فلا أبحثُ كثيراً بما يُعكّر مزاجي. وجدتُ شجاعةً أكبر بأنْ أكونَ مرتاحاً رغم كل شيء.

***
أن تكونَ السماءُ في رأسي هو ألا تكون الأرض ولا أكون.

***
أُفضّلُ ألا يذكرني أحد، رغم أنّ ذلك يحزنني. لكنّني أحبُّ أن تكونَ فكرتي عنّي هي الفكرة الوحيدة التي تَرُنّ في أُذن التاريخ.

***
الحقيقة تظهر ولو بعدَ حين، كنَبتةٍ تشقُّ رماديّةَ الإسمنت.

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium