رامي يمّين
أمرُّ في بيروت وأتأكّدُ من غُربتي؛ إنّها حقيقيّة. يعيشُ مَن مثلي دونَ منازل، فلا يَمحي منزلُ اليوم ذكرى منازلَ الأمس.
بين الأمسِ واليوم، ليلٌ لا يُحتسَب. وبين المنزلِ والمنزل، طريقٌ لا يسكنُه إلا المسافر. أنا الليل إذاً وأنا الطريق، أحملُ حياتي زوّادةً خفيفةً على ظهري.
***
إفعلْ ما تحتاجُه لِتُبقيَ على انبهاركَ بذاتك. كلّ حياتك، كلّها، هي لخدمةِ الرواية التي أردتَ كتابتَها عندما نظرتَ إلى السماء وتمنّيتَ لو أنّك أوسعَ منها.
***
في مطلع العشرينات، كنتُ أعتقدُ أنّ الشجاعة هي بأنْ أُشرّعَ أبوابَ الأسئلة الكبرى. وربّما، كانت تلك هي الشجاعة.
أمّا اليوم، فلا أبحثُ كثيراً بما يُعكّر مزاجي. وجدتُ شجاعةً أكبر بأنْ أكونَ مرتاحاً رغم كل شيء.
***
أن تكونَ السماءُ في رأسي هو ألا تكون الأرض ولا أكون.
***
أُفضّلُ ألا يذكرني أحد، رغم أنّ ذلك يحزنني. لكنّني أحبُّ أن تكونَ فكرتي عنّي هي الفكرة الوحيدة التي تَرُنّ في أُذن التاريخ.
***
الحقيقة تظهر ولو بعدَ حين، كنَبتةٍ تشقُّ رماديّةَ الإسمنت.