جو قارح
في قلب العاصفة ألاقيكَ،
وبين يديّ شجرة تتمزّق،
أنظر إليّ بسرعة،
وارميني نسمةً غاضبةً دون سبب،
أيتوقّف الهواء عن مناطحة الجدران،
عندما يدرك أنّه يتيم دون قضيّة؟
متّع نظراتك بحلقات صداي المفرغة،
لا أطير مع الغيم،
لا أُبحر مع مغيب الشّمس،
بل أركب صداي وأدور،
أغطس في اللّحظة نفسها،
لأخرج من نهاية يومي مبلّلاً بالحنين،
حاضري ضيّق،
لا تدخل منه آمال تكفيني،
وكلّما سافرتُ على ظهر صداي،
والعواصف من تحت إبطي تهدر،
أضيع في حلقات مفرغة.
****
عد ولو على عتبة الباب،
غبارًا مرحًا،
خفيفًا كضوء يراقبني أكتب،
كمفتاح قلبي،
كي لا أستصعب حملكَ،
والدورانَ معكَ في حلقات مفرغة.
عد ولو خيط حبرٍ،
أرفع من نسمةٍ ربيعيّة،
أطول من عنقي يبحث عن الشّمس بين الغيوم،
إنزلق عندها على يديّ،
وسّخني،
أُغْمُرْ كفّيّ بجلدك المتعرّق،
أُرْسُمْ أجمل خرائطك عليّ،
شاهدٌ على كل شيء،
بعينَين ولسان يتكلّم مع صاحبه فقط،
وسّخني،
كي أجد عذرًا للإنسحاب،
الجوّ هنا كسول،
يغفو على صدري،
وينام على أنفاسي،
وسادته،
وسّخني،
فأصبح فَرَحًا مرفوضًا،
غير مطابق للمواصفات،
لا يُفرح إلّا نفسه،
وينشر كل خجله،
في حلقات مفرغة.
****
أشعر بدوار البحر أمام النّافذة،
أغرق في انعكاسات الضّوء على زجاجها،
إلى أن أبتلع الحائط كلّه،
وأشرب بعده البحر بلعةً واحدةً،
ثمّ أنشّف فمي بالتفاتةٍ مسرعة،
من أين يأتي دوار البحر؟
من تلك الإلتفاتات الخاطفة القاتلة.