النهار

19 مجلداً جديداً من "معجم اللغة العربية"... مدير المشروع العلمي لـ"النهار العربي": نحن نوّثق التاريخ
ديانا سكيني
المصدر: "النهار"
19 مجلداً جديداً من "معجم اللغة العربية"... مدير المشروع العلمي لـ"النهار العربي": نحن نوّثق التاريخ
19 مجلداً جديداً من "معجم اللغة العربية".
A+   A-
معرض الشارقة الدولي للكتاب محطّة ثابتة لإعلان الإنجازات المحققة في مشروع المعجم التاريخي للغة العربية الذي تبنّاه حاكم الإمارة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، جامعاً 14 مجمعاً لغوياً من 12 دولة في رحلة الإعداد والتخطيط والبحث والتحرير.

ومع إعلان ولادة 19 مجلداً جديداً في افتتاح الدورة الـ41 من المعرض، تضمنت أربعة أحرف هي "الحاء والخاء والدال والذال"، يصبح عدد المجلدات 36 حتى الآن، ولا يزال العمل مستمراً في واحد من أكبر المشاريع اللغوية العربية.

"النهار العربي" التقى المدير العلمي للمشروع الدكتور مأمون وجيه الذي أجاب عن أسئلة مرجعية المجامع اللغوية وشموليتها والتحديات التي يواجهها المعجم الجديد لا سيما في عصر الرقمنة.
 
 
من مزايا المعجم أنه ليس عملاً فردياً أو قطرياً، بل تصنعه أيادٍ عربية في كل الدول العربية، وفق وجيه الذي يعود الى مرحلة التخطيط حين "رأى الشيخ القاسمي ضرورة إسناد المعجم الى هيئة علمية متخصصة تشرف على هذا المعجم. وأكبر هيئة علمية في هذا التخصص هي اتحاد المجامع العربية في القاهرة الذي تنبثق تحت ظلاله كل مجامع اللغة العربية في العالم العربي. وتوافرت للمعجم مساهمة أكبر علماء لغة عربية، ما مثّل مشروعية أساسية. كما أن الفرق المشكّلة في كل بلد تنضوي تحت المجمع اللغوي الخاص بهذا البلد، ولدينا فريق كبير من العلماء والمحرّرين يعملون بطريقة هرمية، ومنهم من يجمع المادة ويصنفها ويرفعها الى من هو أعلى منه بالدرجة العلمية، من ثم يعاد الأمر للمراجعة والتنسيق في اللجان العلمية".
كان التحدّي التمويلي ماثلاً بقوة مع بدء التخطيط للمشروع، لكنّه تبدّد حين تكفّل الشيخ سلطان القاسمي بالمشروع، فـ"بدأنا التحرير منذ 3 سنوات، وقبلها خطّطنا على مدى 3 سنوات وشكلنا الفرق ووضعنا المنهج". ويتناول وجيه أيضاً صعوبة إنشاء منصة المعجم الإلكترونية وتخطي تحدّي العمل الجماعي بين المجامع العربية.

فماذا عن تسويق المشروع في عصر الرقمنة والجدوى منه وإفادة الأجيال الجديدة؟ عن هذا السؤال، يجيب وجيه أن "صناعة المعاجم هي سجلات ترصد الواقع اللغوي عبر العصور، وكيفية تغيّره وتطوره. وهي بمثابة وثائق تاريخية مرجعية يعود اليها الباحثون ويفيدون منها في تعليم طلابهم في الجامعات والمدارس".

ويضيف الباحث اللغوي المصري أن "في المعجم ما ليس موجوداً في المعاجم السابقة التي توقف تطورها عند القرن الرابع. بدأنا رسم الخطة كخريطة المدن لنعرف الطرائق وأين ننطلق ونذهب، فوضعنا المنهج بترتيب عام في العمل، أكان داخلياً وخارجياً، وفق الحروف الأبجدية، وتصنيف الصيغ الصرفية للفعل والأسماء التي ورد فيها المصطلح، ويقوم المحرر برصد المادة اللغوية في آلاف الوثائق، ومهمته أن يستنطق الدلالات في النصوص رادّاً كل دلالة الى عصرها، ومنها ما قد يعود الى قبل الاسلام، الى دلالات عصر الاسلام ووصولاً الى عصرنا الحالي". ويضرب مثلاً: "كلمة القهوة، قبل الإسلام كانت تعني الخمر، وتغنّى الشعراء بذلك. وبعد الإسلام بدأ التحوّل وظهرت دلالات مجازية، فباتت تعني اللبن الحامض، ثم صارت تطلق بعد ذلك على الرائحة الشديدة، ومن ثم ظهر البن المغليّ فصارت تطلق عليه... هي دلالات تتوزع في العصور، ووظيفة المحرر استنطاقها".

قام المنهج على إعادة الجمع والاعتماد على النصوص الحيّة، و"هو ما دفعنا الى صناعة مدونة تضمّ هذه النصوص التي تمثّل لغة العرب في الشرق والغرب، فجمعنا المؤلفات جمعاً جغرافياً، وقمنا باستنطاق النصوص والاستعانة بالمعاجم لتسجيل الكلمات المتحفية المنقرضة، لذلك فإن المعجم هو سجل تاريخيّ".

ويشبّه وجيه المعجم بـ"دوائر حفظ النفوس" التي تسجّل فيها المواليد والوفيات، فـ"اللغة مجموعة من العائلات هي الجذور، وكل جذر ينتمي الى أسرة، ويسجل المعجم تاريخ هذه الجذور". الى ذلك، "جمعنا هذه المؤلفات جمعاً جغرافياً، وقمنا باستنطاق النصوص والاستعانة بالمعاجم لتسجيل كلمات منقرضة وجذور الكلمات، وطلبنا من المجامع تدريب الفرق على منهجية العمل بناء على ترتيب الأسماء".

وليس هناك تاريخ ثابت لانتهاء العمل بالمشروع، لكنّ العمل مستمر مع تطوير في اللجان وأعداد العاملين بشكل يضمن شمولية أكبر ويحاكي مراجعات البحوث. ويتوقع أن يحمل معرض الشارقة الدولي العام المقبل الإعلان عن إنجاز المزيد من المجلدات.

للمزيد والاطلاع على ما أنجز من المعجم التاريخي للغة العربية، يمكن زيارة موقع
www.almojam.org


اقرأ في النهار Premium