النهار

مهرجان صاخب للمجلس الثقافي البريطاني وشركائه: تشبيك بين البلدين وعودة الحياة الى سينما "رويال"
روزيت فاضل
المصدر: "النهار"
مهرجان صاخب للمجلس الثقافي البريطاني وشركائه: تشبيك بين البلدين وعودة الحياة الى سينما "رويال"
تصوير مارك فياض.
A+   A-
في الأزمة الوجودية للبنان، يطل علينا المهرجان الثقافي البريطاني الجديد وفعالياته الـ 23 المجانية كلها مع الزامية الحجز عبر تطبيق Ihjoz.com، والذي أراده المجلس الثقافي البريطاني من الأربعاء 16 تشرين الثاني الى الأحد 20 منه، ومن خلال تعاونه مع 28 مكوناً ثقافياً، محطة جديدة للتنوع الثقافي في بيروت المثخنة بالجروح.

يحمل البرنامج عنواناً لافتاً هو "ما بينَ بينْ"IN BETWEEN – " يعكس دلالة مهمة الى أن النشاط الثقافي أو المحطة الابداعية الخلاقة من معارض، عروض مسرحية، رقص، حفلات موسيقية، ندوات وسواها هو وقفة زمنية بين حدث وآخر لتضميد جروحنا وألمنا العميق في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان.

مدير الفنون في لبنان وسوريا في المجلس الثقافي البريطاني مارك معركش شدد لـ"النهار" على "أهمية المواظبة في تعزيز دور الثقافة في حياة المواطن من خلال خلق مساحات إبداعية له"، مشيراً الى أن "القيمة المضافة للمهرجان تبرز من خلال نشاطاته التي تطرح اليوم في بعضها دور فن الغرافيتي كفنٍّ بحد ذاته والبُعد الثقافي الفني للألعاب الترفيهية ومشاركة الجمهور في العمل الثقافي مثلاً..."

وقال: "تنظم نشاطات هذا البرنامج الصاخب ثقافيا في 9 محطات رئيسية هي: مصنع أبرويان وسينما رويال في برج حمود، قصر سرسق، مركز خاص للفنانين هايفن فور أرتيست، الملتقى الثقافي في بيروت ستايشن، مبنى جريدة السفير في شارع الحمراء، المقهى الأدبي "عليا" في الجميزة، أوربن آرت تور، وبيروت ديجيتال ديستركت، وذلك بهدف تقريب المسافة بين المواطن والشارع والفن من خلال 5 قطاعات فنية تتفرع من خلالها نشاطات عدة في كل من قطاعات الفنون البصرية، وفنون الأداء والرقص، والموسيقى، وصناعة الألعاب الإفتراضية التي أدرِجت كفنٍّ بحد ذاته لأن هذه الألعاب تحتاج الى فنانين في الموسيقى والرقص، ما يعطيها رونقاً ثقافياً بكل ما للمعنى من كلمة، إضافة الى أن فاعلية هذا المهرجان قضت بإحياء الدور المنسي لسينما رويال في برج حمود، ودعوة الجمهور لزيارة شقق مختلفة في مبنى من ثلاثينات القرن العشرين في برج حمود والعيش لحظات حميمية مع ناسها..."
وأوضح معركش أن "المهرجان يستضيف 15 مندوباً من بريطانيا ملمّين بالقطاعات الثقافية على اختلافها للتعرف الى شركاء محليين جدد ومواهب واعدة للتعاون معها في المستقبل القريب، وهذا من أولويات المهرجان التوّاق الى التشبيك بين "رسل" الثقافة في كل من لبنان وبريطانيا".

وانطلاقاً من حرصها على الثقافة، تنشر "النهار" برنامج المهرجان، الذي يفتتح الخامسة بعد ظهر الأربعاء 16 تشرين الثاني في مصنع أبرويان بمعرضين رئيسيين للفنون البصرية، مع الإشارة الى أنه على الجانب الآخر من الشارع، تستضيف سينما رويال مسرحيتين: She-Wolves، التي تروي قصص حاكمات إنكلترا المنسيات من خلال عدسة نسوية؛ وLeatherface التي تتعمق في نفسية زوجين بعد وحي صادم.

في الوقت نفسه، يتم إطلاق "السرد القصصي لبيروت" في تكرار ثانٍ للتركيب، يدعو الجمهور الى مشاركة أجزاء من ذكرياتهم وانعكاساتها عن انفجار مرفأ بيروت.

ويركز الخميس 17 تشرين الثاني بشكل خاص على الرقص من خلال عرض "قبل أن ترحل"، وهو مسار رقص اختباري يقدم عروضا مختلفة لأكثر من 6 راقصين. وقد بدأ العرض في الطريق لينتقل مع الجمهور إلى قصر سرسق.
 
اما العرض الثاني "المحاق"، فينظم أيضاً في قصر سرسق. 6 راقصات وموسيقيين يدققون في قتل النساء في العصر الحديث من منظور موازٍ لقتل الساحرات في القرنين السادس عشر والسابع عشر.

كما سيتم إطلاق كتاب Fetch Your Mother's Heart أو ما معناه "تمسك بقلب والدتك" لليزا لوكس، وهو مجموعة من القصائد حول العنف والنزوح.

بالنسبة للجمعة 18 الجاري، يتناول لقاء All Hands On Deck قطاع الرقص من خلال دعوة المحترفين للمناقشة واتخاذ الإجراءات التي تساعد في تنمية القطاع. في ستايشن، يجري إطلاق مجلة AMBIT 248 التي تطرح فكرة الحرب من خلال تفسيرات فنية جديدة. بعد ذلك، سيسلط حفل إطلاق "شروق" الضوء على مشهد موسيقي جديد من لبنان بثلاثة عروض.
 
في اليومين الأخيرين للمهرجان، يعقد السبت 19 تشرين الثاني حدث احترافي للتعارف السريع (فرصة للتواصل) لبدء تبادلات مثمرة بين الفنانين الناشئين وأكثر من 30 محترفًا لبنانيًا وبريطانيًا في مبنى بيروت ديجيتال ديستركت مع اطلاق عمل فكاهي جديد لـ Art of Boo بعنوان "الفيلسوف" بمعرض وحديث في مركز جريدة "السفير".

بعد ذلك، تأخذ مسرحية "فطائر ببندورة" لهبة نجم الجمهور على طريق اكتشاف الحياة والحب والموت من خلال عرض تشاركي.

في الليل، سيستكشف Echo in the Dark نماذج جديدة من التعايش البيئي في عمل فني منسوج من الموسيقى والأداء التشاركي وصولاً الى الأحد 20 تشرين الثاني حيث يبدأ النهار بجولة لاستكشاف فن الشارع بين الحمرا وعاليه. خلال فترة ما بعد الظهر، ستعرض "إلعب" مجموعة مختارة من الألعاب الإلكترونية اللبنانية.

في المساء، تصوّر مسرحية "فلاد" ممثلين يرثان من دون وعي أدوار شخصيتيهما؛ حيث يبنى العمل على المساحة المألوفة الآن بين الرغبة في المغادرة والمغادرة الفعلية.

ويختم المهرجان بإصدار خاص من مسرحية "فرحة"؛ سيدعو الجمهور إلى زيارة شقق مختلفة في مبنى من ثلاثينات القرن العشرين في برج حمود، وإلقاء نظرة خاطفة على الحياة الحميمة لسكانها، ومشاهدة الاستعدادات لحفل زفاف في الفناء - رمز المجتمع، والتجارب المشتركة والبهجة.

[email protected]
Twitter:@rosettefadel


اقرأ في النهار Premium