في الذكرى الرابعة عشرة لغياب منصور الرحباني (13 كانون الثاني 2009) وصلت إلى أبنائه مروان وغدي وأسامة مخطوطة بعنوان "الميثولوجيا الرحبانية" في أربعة أجزاء مكثَّفة من نحو 1700 صفحة، هي حصيلة سنوات من الجمع والتقميش والتحليل والبحث قام بها المؤلف فضل سمعان (كان منصور لقَّبَه "بولس الرحباني") لِما توسَّم فيه من بشارة بين بشائر الفن الرحباني عمومًا وتألُّق فيروز فيه بشكل خاص.
في الجزء الأول (450 صفحة) عالج المؤلف مواضيع تمهيدية لــ"الميثولوجيا الرحبانية" ومفهومها لديه، انطلاقًا من "المدرسة الرحبانية"، فـ"الثورة الفنية الرحبانية"، و"تأَلُّق فيروز في الظاهرة الرحبانية"، ثم "جولة في حدائق الكلمة الرحبانية"، فـ"المرأة والحب في الأدب الرحباني" وصولًا إلى "البيت: وطن الطفولة"، فـ"الضيعة: وطن الصبا والشباب"، ثم "أهل الضيعة ومعالمها وعاداتها وتقاليدها في الأعمال الرحبانية"، وانتهاءً باسكتش "حكاية الإسوارة".
في الجزء الثاني (450 صفحة) سرد المؤلف المفهوم الرحباني لــ"لبنان وطن القلب ووسادة الروح"، و"لبنان الراية الرحبانية"، و"لبنان معبد التنسُّك الرحباني: أرضًا وإنسانًا ووطنًا أخضر"، مع تركيز على بعض الأعمال: "البعلبكية"، "رحيل الآلهة"، "جسر القمر"، "دواليب الهوا"، "ناس من ورق"، "لولو"، و"ميس الريم".
في الجزء الثالث درس المؤلف "الإنسانية في الوطن الرحباني"، مفصِّلًا "الظلم الداخلي" (في "الشخص"، "صح النوم"، "ناطورة المفاتيح"، "يعيش يعيش") ثم "الظلم الخارجي" (في "إيام فخر الدين" و"بترا")، وتوقف مليًّا عند "فلسطين في الأدب الرحباني" عبر "راجعون"، "أغاني العودة"، "القدس العتيقة"، اسكتش "جسر العودة"، مغناة "راجعون"، و"أعمال قصيرة في خدمة القضية"، واسكتش "حصاد ورماح" ومسرحية "جبال الصوان".
في الجزء الرابع بحث عن "الوطن الرحباني الأكبر" في "المحطة"، "هالة والملك"، فــ"الحلم والإيمان في الأدب الرحباني" وما فيه من بُعد إنجيلي يتجلَّى في المحبة والسلام والفرح والكرمة، والأطفال ملائكة الأرض، خاتمًا بمفهوم "الزواج والحب في الميثولوجيا الرحبانية" و"النور وجذوره الإنجيلية" ومنتهيًا إلى "الليل والقنديل" و"مختارات رحبانية منوعة".
في ذكرى منصور الرحباني تأتي هذه "الميثولوجيا" مواصلةً كنوزًا تتظهَّرُ تباعًا في أعمال عاصي ومنصور اللذَين أعطَيَا لبنان تراثًا سيكون كثيرًا بعد وطويلًا مدار أبحاث تكشف ما في التراث اللبناني من فضاءات تضع لبنان في طليعة أوطان يخلّدها الإبداع الذي يسطره مبدعوها في كل مدار ثقافي.