رامي يمّين
مَن لا يتصالح مع حزنه لا يمكن أنْ يحبَّ نفسه وأنْ يسامحَها، ولا أعتقدُ أنّه سيفهمُ حزنَ الآخرين، فيبقى عالقاً ومتعلّقاً بمفاهيمَ خاطئة عن الحياة وعن صراعِ البشر الفردي والجَماعي.
***
ألوقتُ الذي نصرفُه على حزننا ليس بالوقت الضائع. فالبحثُ في الحزن يُدَوزنُ أنفاسَنا، ويُعيدُ ترتيبَ الأهداف والأولويات. ولا يطلب الحزن الكثير من الوقت أصلاً، إنمّا يطلب ما يكفي من الجرأة والشجاعة للتأقلم معه.
***
يركضُ ورائي الوقت. يخوضُ معاركه معي، بعضها قصير المدى وبعضها طويل. يُلهيني به فأنسى مَن أنا.
هذا ما كان يَقصده "جون لينون" عندما قال إنّ الحياة هي ما يحدثُ وأنتَ منشغل بأشياء أخرى. أشياؤنا الأخرى هي معاركنا مع الوقت.
***
يا حياتي التي تهرب مني كورقة في عاصفة! الذي يرحل هو أنتِ. أنا ما زلتُ هنا، والقهوة التي على النار هي صديقتي، عَبَرت من برّ إلى بحر إلى برّ وحملتُها معي.
لا أخاف من أحداث العالم كثيراً. هي لوحة يمكنني أنْ أنظرَ إليها أو أنْ أحجبَها من رأسي. لا أخاف من شيء إلا من عدم قدرتي على المحبّة.
***
أن أنتظرَ دونَ أنْ أعرفَ ما سيأتي. ألّا أنتظر. وأن أكونَ داخل جسدي وأنشغلَ بإيقاعه.
عندما أنظر إلى الأشياء لا أرى ألوانها، أرى الفراغَ الذي يملؤها من الداخل.
أُحبُّ زيارةَ الفراغ داخلَ رأسي من حينٍ إلى آخر، وأخاف أنْ تسرقَني الحياةُ منّي. لكنّني أيضاً أريدُ أنْ أعطي كلّ ما أنا للحياة.
***