واكب المتعطشون لإصدارات دار "النهار" للنشر حفل توقيع إصدارين في معرض بيروت للكتاب العربي والدولي الـ64، وهما كتاب "المقدّمة في فلسفة الدين" للدكتور أديب صعب، وكتاب السعودية الإرث/ المستقبل للدكتور مروان إسكندر.
تحدّث الدكتور أديب صعب عن إصداره الجديد لـ"النهار" معتبراً إيّاه عملاً تأسيسيّاً، أَدخل به الموضوع الفلسفيّ المهمّ إلى الثقافة العربية المعاصرة". برأيه، "هو الكتاب العربي الأول في فلسفة الدين (صدرت طبعته الأولى عن دار النهار في العام 1994)، بعدما رسم معالم هذا الموضوع بدقّة وسعة في كتابه "الدين والمجتمع" (1983)، مشيراً إلى أن "ما أعقب "المقدمة" من كتب عربية قليلة في فلسفة الدين لا يتّصف بهذه السّعة والعمق والأصالة والنظرة النقدية، ولا بلغة بسيطة صافية تقرّب الفلسفة إلى القرّاء من غير تضحية بالعمق الفكريّ".
وأكد أن " الكتاب يعالج مسائل فلسفة الدين الأساسية، وهي وجود الله، الخبرة (التجربة) الدينية، مفهوم الإعجاز (العجيبة)، مسألة الشّر، الدين والأخلاق، بقاء الروح بعد الموت". وأشار إلى أنّه استهلّ الكتاب "بفصلين جديدين على التإلىف العالميّ في هذا الموضوع، يُحلل في أوّلهما مفهوم الدين، وفي الثاني العلاقة الوثيقة بين الدين والفلسفة، انطلاقاً من مقولته بأنّه "لا دين بلا فلسفة ولا فلسفة بلا دين"،" مشيراً إلى أنّه "عالج مزيداً من المسائل في كتبه الفلسفيّة اللاحقة، ومن هذه المسائل الدين والعلم، الدين والدولة، الحوار بين الأديان، الخطاب الإلهيّ، لغة الدين".
واعتبر" أن القيمة المضافة التي أضافها على هذا الحقل تتجلّى في عناصر، أبرزها أولاً أصالة البحث"، وأشار إلى أنّه "يستمدّ معلوماته من المصادر الأصليّة، أي من كتب الفلاسفة، قبل أن يلجأ إلى المَراجِع، أي ما كتبه الآخرون حول أعمال الفلاسفة، وهذا يعني أن مختاراته من الفلاسفة قائمة كليّاً على اختياره الشخصيّ من كتاباتهم، ولافتاً إلى أن "النقطة الثانية برزت في نقد نظريات الفلاسفة نقداً خاصّاً بعد عرضها بأمانة وقوّة تفوقُ عندَ الضرورةِ عرضَ أصحابها، فيما النقطة الثالثة برزت في تقديم بدائل لكلّ مسألة...".
وشدّد صعب على أن "ما يميز فلسفتي النقدية من فلسفات مفكّرين عرب كثيرين، عادوا من جامعات الغرب ليتبنّوا مواقف المفكّرين الغربيين تبنّياً غير نقدي، هو أنّني عدت من الغرب مع موقفي الخاصّ من ابن رشد، وكانت، وهيغل، ومدرسة التحليل اللغوي وسواها، ومن مسائل كالتجربة الدينية والعجيبة والشرّ وعلاقة الدين بالأخلاق والعلم والسياسة والفن".
وشدّد على أنّه أضاف إلى الفلسفة نقده نظريّة المعرفة التجريبية عند الفيلسوف البريطاني ديفيد هيوم والمدارس الفكرية المتأثرة به، وعلى الخصوص ما يُعرف بالإيجابية (الوضعيّة) المنطقيّة والتحليل اللغوي. وفي رأي صعب أنّه لا يمكن الدفاع عن الإيمان الدينيّ دفاعاً راسخاً "إلا بعد تصفية حساب فكريّ مع ديفيد هيوم"، الذي يَقصر صفة المعرفة على الرياضيّات والعلوم، فيما يضع باقي الأنظمة الفكريّة، ومنها الدّين، خارج نطاق العقل، ويُحيلها على مرتبة "الذاتيّة" المفتقرة إلى إلىقين".
"أما نظرية المعرفة البديلة"، وفقاً له، "فهي أن الموضوعية منسوبة إلى الموضوع، وأن موضوع الدين، وهو الله، مختلف عن مواضيع العلم، وأن موقف الذات يختلف من موضوع إلى آخر". ويقول إنّه "من الخطأ التفكير في الله، كما فعل بعضهم، على أنّه فرضيّة علمية،" مشيراً إلى أن "نظرتي البديلة في المعرفة بأنّ العقل مفهوم نسبيّ تابع للمعقول، وأنّ المعقول في نطاق نشاطات مثل الأخلاق والفنّ والدّين مختلف عن المعقول في نطاق الرياضيّات والعلوم".
ملوك السعودية
يؤكّد الدكتور مروان إسكندر لـ"النهار" أنّ "مؤلَّفه الجديد يتناول مسيرة خمسة ملوك سعوديين"، مشيراً إلى أنه "يسلّط الضوء على الملك بن عبد العزيز (1926) وصولاً إلى الملك فيصل، الذي قتل في العام 1975 من قريب له مروراً بالملك خالد بن عبد العزيز ، الذي أنشأ جامعة الملك فيصل وزاد من عدد المدارس على جميع المستويات خلال حكمه،" مشيراً إلى أن "الملك فهد تسلّم الحكم من بعده ليبادر في مهمة صعبة قضت بخلق وفاق بين المغرب والجزائر، ومساهماً أيضاً في وضع الأرضية الصالحة لاتفاق الطائف اللبناني".
وأكمل سرده مشيراً إلى "أن الملك عبد الله، الذي زار لبنان، حقّق إنجازات مهمة جداً برز من خلالها تخصيص النساء بـ20 في المئة من أعضاء مجلس النواب أي تمسّكه بوجود 30 امرأة داخل العمل النيابي من أصل 150 نائباً، وصولاً إلى العهد الحالي للملك سلمان المنفتح على الصحافة عموماً وعلى الصحافيين العرب خصوصاً، وابنه محمد بن سلمان، الذي يعمل على تنفيذ مشروع رائد للسعودية لتصبح من خلاله السعودية خضراء، وضمن محيط بيئيّ يُحتذى بها، مع ضرورة أن تكون أيضاً متمتعة بخطة توفّر من خلالها الدّعم للدول الفقيرة والنامية...".