النهار

فسيفساء الأماكن (54) :"لم يَكُن استسلامُنا الأخير عاديّاً"
المصدر: "النهار"
فسيفساء الأماكن (54) :"لم يَكُن استسلامُنا الأخير عاديّاً"
فسيفساء الأماكن.
A+   A-
رامي يمّين

ألأَلَم هو نِداؤك لِنَفسك لِتَنظرَ إليك.
...
إن لم تُزعجْ حركتُك أحداً، فأنتَ لا تخوضُ سوى المعارك السهلة. فمعاركُك الحقيقيّة يجب أن تزعجك أنتَ كحدٍّ أدنى.
...
ليس لنا إلا الكتابة عندما يخذلنا كل شيء. إذا كنّا بلا أهل، نكتب لِنخاطبَ قوماً كانوا سَيَكونون أهلنا لو عرفناهم. وإذا تسلّل التعبُ إلى اندفاعنا نحو الحب، نَكتب لِنُفرغَ ذاتنا في فضاء التعاطف الصافي، فتحمله الكلمات عِوَضاً عن ذاكرة الحبيبَين.
...
الاستسلام مقدّس. هو الحقيقة المؤجَّلة. هو ما نُحبّ في الليل وفي الخمر. من أجله أتخيّلُ أحياناً لحظاتي الأخيرة قبل الموت، لِأسرقَ منها قليلاً من الطمأنينة. نَعيش، إمّا لنستسلمَ في معاركَ صغيرة هنا وهناك، وإمّا لِنجمّعَ حُجَجاً للإستسلام الكبير؛ لم يَكُن إستسلامُنا الأخير عاديّاً.
...
الجسدُ كثير جدّاً على العقل. أبسط شعور من مشاعرنا كافٍ لِيُبهرَ عقلنا ويشغله إلى أن يَنتهي العالم.
...
الكتابة تُثَبّت إنسانيّتك في عالمٍ يُجبِرُك أن تعيشَ حياةً تَكونُ فيها أنتَ آخر الأولويات. لكنّها أيضاً تُثَبّت إنسانيّةَ من يَقرَأك ويَجِد بما تكتبه شيئاً ممّا أراد أن يَقول.

...
أكتبُ وأقرأ لِأُسجّلَ نقاطاً على الموت. 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium