النهار

فسيفساء الأماكن (51): "قدَرُنا إذاً هو أن نُناضلَ ونُحبَّ عن بُعد"
المصدر: "النهار"
فسيفساء الأماكن (51): "قدَرُنا إذاً هو أن نُناضلَ ونُحبَّ عن بُعد"
لوحة فنية.
A+   A-
رامي يمين

لا نعودُ إلى المكان نفسِه أبداً، حتى لو رجعنا إليه.

***
نريدُ أن نلتقي مَن يفهم جرحَنا وتتقاطع معاركُه مع معاركنا. جروحنا ومعاركنا مرتبطة بهذا المكان، قبل كل شيء. وقدرنا أن نغادرَه دائماً. قدَرُنا إذاً هو أن نُناضلَ ونُحبَّ عن بُعد.

***
لا أحبُّ أن أفكّرَ لِمن أنا أكتب. لا أكتب للناس ولا أكتب لنفسي. أعتقد أنّني أكتب ليواكبَني صوتي، فيقترب أنْ يقولَ ما يُشبهني. كتابةُ الأفكار هي صورٌ نلتقطها لتبقى ذاكرة عن حياتنا الداخلية.

***
الذاكرة هي ما استطعتَ أن تقطفَ من العمر وهو يمرّ.

***
هذا جرح مجانيّ آخر سوف يورّطك في الحياة أكثر. تحاول دائماً أن تجدَ معنى الأشياء، لكن في الحقيقة لا معنى لمعظم هذه الجراح. ألمعاني تستخرجها أنت عندما تتعمّق في جروحك، لكنّ الجروح كثيرة اليوم والوقت قليل.

***
صار هذا الخوف مألوفاً. تعوّدتُ عليه وأكاد أستقبله مثل الأصدقاء الذين لا يغيبوا إلا ليعودوا.
‏هذا الرحيل الذي كله وحشة صار يؤنسني. أنا صرته. فالإنسان كما يقول دستويوفسكي، هو الكائن الذي يتعوّد على كل شيء.

***
لقد فعلتُ كلَّ ما في وِسعي اليوم. على الشمس الآن أن تأتي بالصباح.

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium